جهة أجنبية تُعِد استبيانًا سريًّا للمتدربين من النقابات المستقلة الاستبيان يهدف إلى تعرّف مواطن القوة والضعف بالموانئ بإشراف وتمويل أجنبى تحذير من تدخلات خارجية تعتمد على أجهزة مخابرات تحت ستار حقوق الإنسان وحماية العمال ومطالبات بإسقاط المخطط الصهيونى لإدراج الهستدروت داخل تنظيم نقابى يحمل شعار «اتحاد النقابات المستقلة العربية» الحديث عن الاختراق الصهيونى للنقابات المستقلة لم يتوقف بعد؛ فالمستندات وما تتضمنه من أمور مريبة تفرض تناولها. ومن هذه المستندات أوراق يجرى تناولها فى الدورات التدريبية لعمال نقابات المستقلة تحمل عبارة «استبيان سرى». ممارسات السلامة فى قطاع موانئ الحاويات العالمية أما ما تتضمنه «السرية» فيعد أمرا مريبا من أول صفحة؛ إذ ورد بها الآتى: «إننا ندعو أولئك المرتبطين بالموانئ بطرق مختلفة، إلى المشاركة فى الدراسة والسماح لنا بمقابلتهم؛ وذلك يشمل عمال الرصيف، ومرشدى الصحة والسلامة، والمديرين والمشرفين، ومسئولى النقابات، والمعنيين بقوانين الصحة والسلامة فى الموانئ». أما عن بند «ماذا يتوجب فعله؟» فتأتى الإجابة: «المشاركة بالدراسة تتطلب السماح لفريق البحث بإجراء مقابلة معك. وتغطى المقابلة مجالات تتعلق بعملك وخبراتك المتعلقة بطريقة إدارة السلامة فى محطة الميناء الذى ترتبط به». أما عن «كيفية التعامل مع المعلومات؟»، فالإجابة تقول: «سوف تُخزّن كل معلومات المقابلة المسجلة دون ذكر اسمك، فى حواسيب للجامعة محمية بكلمات سرية، وفقا لقانون حماية البيانات، ولن يُسمح للوصول إلى تلك المعلومات إلا لأعضاء فريق البحث، وسوف تبقى سرية. وسوف يشكل تحليل المعلومات جزءا من التقرير الذى سوف نُعِده». أما السؤال: «من هم الباحثون؟ ومن هم الممولون للبحث؟»، فوفقا لما جاء بالاستبيان السرى: «الباحثون يعملون لدى مركز كارديف. وهو جزء من كلية الدراسات الاجتماعية فى جامعة كارديف فى المملكة المتحدة. ويقود البحث ألبر وورت، وفيسور ديفيد، وولترز والدكتورة إما وودوز وورت، وبمساعدة عدد من موظفى (cwerc)». أما عن «تمويل البحث» فهو ممول من الاتحاد الدولى لعمال النقل، وتوافق عليه لجنة دراسة العرقيات فى كلية الدراسات الاجتماعية فى جامعة كارديف. المقابلات سرية وتختتم مقدمة الاستبيان بتأكيد سرية البحث بالقول: «جميع المقابلات التى ستجرى أثناء المشروع ستكون سرية، وستُسجّل صوتيا وبعد ذلك تُحوّل إلى نص، وسنعمل قدر المستطاع على إخفاء المصدر فى كل التقارير والأوراق التى تنتج من البحث ونتائجه، لكن من الممكن تعرّف بعض الأشخاص من تعليقاتهم وملاحظاتهم». أما ما يتضمنه البحث من أسئلة؛ فالبحث يشمل بنودا مختلفة، مثل المراقبة ومكان العمل. ويضمن كل بند عشرات الأسئلة تتعلق بالعمل وتتناول موضوعات مثل: البرامج التوجيهية للعمال، والمخاطر التى تواجههم، ومدى شمول العمال غير الدائمين، وكيفية مقارنة المحطة بالمحطات الأخرى شركة واحدة أو فى شركات أخرى أو فى دول أخرى، وعدد العمال فى المحطة، وكيفية التوظيف، وعدد المرات التى يُعقد فيها لقاء الجهة المشغلة، وهل يوجد لدى الجهة المشغلة للمحطة سياسة مكتوبة حول الضغط الناتج من العمل ومن البلطجة والتحرش فى مكان العمل ومن العنف فى مكان العمل. هذا ومن الواضح من عنوان الاستبيان ومادته والعديد من الأسئلة الموجهة إلى المتدربين؛ أنها تهدف إلى تعرّف نقاط القوة والضعف بالميناء، فى وقت تحاط فيه هذه المعلومات بالسرية، وتشرف عليها جهة أجنبية. فإذا ربطنا هذا بما سبق أن عرضناه من مواد يتلقاها المتدربون، ومنها «دليل الموجهين» الذى يتضمن تفاصيل الملكية واستراتيجية جهة العمل، وكذلك شبكة الاتصالات وما تتضمنه من شبكات عنقودية أو عنكبوتية؛ نكون أمام كارثة تهدد الأمن القومى تخدم العدو الصهيونى. تحذير من الهستدروت على جانب آخر، تناول محمد إقنيبى عضو الأمانة العامة لاتحاد عمال فلسطين، التى تتاجر بها النقابات المستقلة وتزعم مقاطعة العدو الصهيونى حتى انتهاء احتلالها.. تناول فى كلمته بمؤتمر المجلس الرئاسى لاتحاد النقابات العالمى الذى عُقد فى جنوب إفريقيا، الدور المشبوه الذى يؤديه الاتحاد الدولى للنقابات، والعمل على إسقاط المخطط الصهيونى لإدراج الهستدروت الإسرائيلى ضمن اتحاد نقابى عربى وتحت شعار «اتحاد النقابات المستقلة العربية» (علما بأن الاتحاد الدولى للنقل ITF هو من يتبنى هذا المخطط، وقد فشل من قبل ويعاود المحاولة الآن عبر من يقدم لهم الدعم)؛ فقد ذكر محمد إقنيبى أن «الهستدروت هو المنظمة الصهيونية التى تسيطر وتهيمن وتحتل مواقع قيادية فى اتحاد النقابات الدولى، ويحتضن الأمين العام للهستدروت عوفر عينى فى موقع نائب أول للرئيس وعضو فى لجنتى صنع القرارات والتوجيه واللجنة التنفيذية. ومن خلال موقعه بالاتحاد الدولى للنقابات أيضا، وقف بشدة ضد توجيه أى نقد إلى المذابح الكبرى التى شنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزه فى الوقت الذى اكتفى فيه الاتحاد الدولى للنقابات بمطالبة إسرائيل بضبط النفس»!. تنظيم عربى إسرائيلى ورغم عدم وجود علاقة بين ما نكشفه ونكتبه فى التحقيقات الصحفية والاتحاد العام لنقابات عمال مصر، فإن من المفارقات أن تتناول كلمة جبالى المراغى رئيس الاتحاد وغيره تحذيرا من التدخلات الخارجية التى تعتمد على أجهزة مخابرات تحت ستار حقوق العمال، وأن تتضمن مطالبات بإسقاط المخطط الصهيونى لإدراج الهستدروت (اتحاد عمال العدو الصهيونى) داخل تنظيم نقابى عربى هو اتحاد النقابات المستقلة العربية، وهو ما يسعى إليه بالفعل الاتحاد الدولى لعمال النقل، فيما يكتفى هذا الاتحاد للنقابات المستقلة ب«ورقة توت» مكتوب عليها: «نرفض إدراج إسرائيل ضمن الاتحاد»، وهى ورقة تسقط كلما وُضعت، لتفضحهم من خلال ما تتناوله ورش العمل والتدريب ومن خلال الصور والمستندات التى نعرضها. ففى صباح الأحد الرابع من فبراير 2013، افتُتحت فعاليات الملتقى الإفريقى الثانى الذى أقيم بالعاصمة السودانية (الخرطوم)، وتحت رعاية السيد الرئيس السودانى عمر البشير، بقاعة الصداقة. وفى صباح يوم الاثنين الخامس من فبراير 2013، انطلقت فعاليات الملتقى الإفريقى الثانى بالعاصمة السودانية تحت شعار «معا نجعل إفريقيا فى الطليعة». وبعد اختيار جبالى المراغى رئيس اتحاد عمال مصر ليكون أول المتحدثين، أكد فى كلمته أهمية العمل المشترك والرغبة فى تنسيق التعاون بين مصر والسودان، خاصة بعد اقتراب مؤتمر الرئاسى للاتحاد العالمى للنقابات، وأن يصبح وجود مصر أمرا فاعلا وهاما. وقد حذر السيد رئيس الاتحاد من التدخلات الخارجية التى تعتمد على أنظمة مخابرات، وتأتى تحت ستار حقوق الإنسان، وحقوق العمال... إلخ، وقال إن مصر تقف بيد من حديد ضد كل من يحاول المساس بسيادتها، أو بسيادة الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، ومنظمة الوحدة النقابية الإفريقية، ولم يكن ذلك ببعيد عن أية وجود داخل الساحة الدولية النقابية، وقال إن اللطمة الكبرى التى تلقتها قوى الاتحاد الحر ومؤيدوه، تمثلت فى انسحاب اتحاد عمال جنوب إفريقيا «الكوزاتو»، من الاتحاد الحر بعد اكتشافه الدور المشبوه الذى يقوده هذا الاتحاد تنفيذا لمخططات الدول الاستعمارية سابقا، والمعروفة بالدول الصناعية حاليا. وشدد جبالى على أهمية العمل بجد على إسقاط هذا المخطط الصهيونى لإدراج الهستدروت داخل تنظيم نقابى عربى وتحت شعار «اتحاد النقابات المستقلة العربية»، وأكد أنه يعمل بجد مع كافة القوى التى تناضل من أجل رفعة شأن التنظيم النقابى، وكل من يدافع عن أى عامل بشرط عدم المساس بالسيادة والكرامة المصرية. وفى سياق متصل، سبق أن حذر السيد رجب معتوق أمين عام الاتحاد الدولى لنقابات العمال العرب، من الذين يحركهم الاتحاد الدولى للنقابات ويروجون الأفكار والمعتقدات الزائفة والممولة من أجهزة مخابرات عالمية معروفة للقاصى والدانى، ومن الذين يسيل لعابهم على الأوراق الخضراء التى تنهال عليهم من هنا وهناك، أو شهادات التقدير والتكريم التى تأتى إليهم من واشنطن وغير مكان. كما أشار قبل ذلك السيد مصطفى رستم مدير العلاقات الدولية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أثناء لقائه ألكسندرا ليبيرى مسئولة الاتصال بالاتحاد العالمى للنقابات؛ إلى إعلان السيد بلال ملكاوى المسئول الإقليمى للاتحاد الدولى للنقل، العداء على الاتحاد العام لنقابات عمال مصر. وقد سبق للسيد مصفى رستم أن قدم تقريرا للاتحاد العام أشار فيه إلى جمع الاتحاد الدولى للنقل ITF معلومات حساسة تخص ميزانيات ولوائح خاصة ببعض الشركات، يطالب بمخاطبة الجهات التالية: مجلس الوزراء - هيئة قناة السويس - هيئات الموانئ - وزارة الداخلية. وقد شدد على أهمية مخاطبة الجهات المسئولة عن استخراج تصاريح خاصة لدخول الموانى للسيد طلعت الصيفى (المفتش البحرى لدى ITF) بحكم أنه لا يمثل أى منصب بالنقل البحرى؛ مما يمثل خطرا على الأمن القومى. إن الحديث عن الاختراق الصهيونى للنقابات المستقلة مستمر، وسوف نعرض فى عدد قادم مذكرات التفاهم بين الاتحاد الدولى لعمال النقل ونقابة العاملين بالنقل البحرى، والعديد من الصور والمستندات التى تكشف عن أبعاد الجريمة؛ وذلك فى عدد قادم بإذن الله.