أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية على عدم التفريط بالأرض وعدم التنازل عنها أو المساومة عليها، معتبراً الأرض هي جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومشيراً إلى مخططات الاحتلال لسرقة الأرض الفلسطينية. وقال خلال خطبة الجمعة، والتي جاءت بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض :"إن هبة يوم الأرض عام 1976 كان أولى هبات أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطينالمحتلة عام 1948 في وجه الاحتلال وسياساته في سرقة الأرض، حيث اندلعت بعد أن قام الاحتلال بسرقة نحو 21 ألف دونم من أراضي الجليل الأوسط". وأضاف "كانت تلك المواجهة علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال حيث ارتقى ستة شهداء ليؤكدوا على دورهم في حماية الأرض والهوية وأنه لا مستقبل للاحتلال على أرض فلسطين". وأوضح أن ذكرى يوم الأرض لهذا العام تحمل عدة رسائل الأولى أن الشعب الفلسطيني في كل مكان تواجده لا يفرط بالأرض ولا يساوم عليها باعتبارها جوهر الصراع مع الاحتلال، "وأن المشروع الإسرائيلي القائم على السرقة والنهب للأرض، وهو لا يستثني جزء من أرض فلسطين فالضفة تعاني من غول الاستيطان". وقال :"ونؤكد على أن أرض فلسطين أرض عربية إسلامية لا تنازل ولاتفريط ولا مساومة عليها، فيوم الأرض من المعالم البارزة بتاريخ جهادنا ومقاومتنا من أجل أرض فلسطين والمقدسات". وأكد رئيس الوزراء على أن يوم الأرض يرسخ وحدة الشعب الفلسطيني في مكان تواجده سواء في أراضي 48، أو الضفة وغزة والشتات والمنافي، "وفي إحياء الشعب الفلسطيني لهذا اليوم يجدد الوعي ويبعث رسائل بأن هذا الشعب لا يمكن أن ينسى أو يفرط بأرضه وهو شعب موحد فوق أرضه ولأجل أرضه". وأشار إلى أن هذا اليوم يوحد الأمة العربية والإسلامية أيضاً نحو القدس والأقصى، مؤكداً الرفض التام للتوطين والتهجير والمساومة الذي يتعرض له الفلسطينيون، وأن فلسطين هي الوطن ولا بديل عنها، رافضاً ما يثار عن مشاريع توطين في الأردن أو سوريا أو حتى سيناء. وقال :" إننا نواجه حملات متواصلة حتى نتخلى عن أرضنا وكان آخرها حتى الآن زيارة الرئيس الأمريكي والذي أراد من خلال زيارته ترسيخ قوة "إسرائيل" وبقائه في ظل المتغيرات في المنطقة التي تشهدها الأمة، إننا نرى أن الزيارة جاءت لتطمئن الكيان في ظل المتغيرات". وأضاف "وهنا نوجه نداء للسلطة التي لا تزال تبحث عن أوهام السلام، وتظن ظن الخير بأمريكا وترهن سياساتنا الداخلية على السياسات الأمريكية، نقول لها حذاري من الوقوع في فخاخ المحاولات السياسية، وفخاخ المال السياسي الذي يقدم لتبقي في مربع المراوحة ومربع التيه السياسي، والبقاء بعيداً عن المصالحة الفلسطينية، حيث كان من الواضح أن من أهداف زيارة أوباما وضع العصي في دولاب المصالحة". وأشاد بجهود أبناء فلسطين المتواجدون في أراضي 48 في الدفاع والتمسك بأرضهم، داعياً إياهم لمزيد من الجهد والعمل كونهم ينوبون عن كل الأمة في الدفاع عن أرض فلسطين وفي التصدي للاحتلال ومخططاته، موجهاً لهم التحية بتمسكهم بفلسطينيتهم وعروبتهم وإسلاميتهم. وأوضح رئيس الوزراء أن الشعب الفلسطيني ينظر إلى مستقبل واعد بالحرية والاستقلال من خلال "مشروعنا المرتكز على حماية الثوابت والمقاومة وهو المشروع الذي يصعد وفي صعود مستمر وهو بالتالي صعود للأمة في الدورة الحضارية الحالية، بينما مشروع الاحتلال في انحسار وانحدار ". وأكد على التمسك بنهج المقاومة والصمود والتمسك بالأرض والحقوق وعلى رأسها حق العودة، والتمسك بالوحدة والحرص على انجاز المصالحة، مبدياً الاستعداد التام لتقديم التنازلات من أجل تحقيقها بما لا يمس الثوابت والحقوق الفلسطينية، كما جدد التمسك بالعمق الاستراتيجي للأمة وهو العمق العربي والإسلامي والانساني.