انتقدت طرابلس بشدة أمس العفو الذي صدر في صوفيا عن الممرضات والطبيب البلغار بعد الإفراج عنهم في ليبيا وعودتهم إلى بلادهم معتبرة ذلك خيانة وخرقا للقوانين والاتفاقيات. وقال وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم إن الطريقة التي أطلقت بها بلغاريا سراح الممرضات احتفالية خرقت القوانين والاتفاقيات الدولية بيننا وبينهم مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يسجن أعضاء الفريق الستة لدى وصولهم إلى صوفيا. وهدد بأن ليبيا ستلاحق بلغاريا قانونيا. كما ستطلب من فرنسا التي ضمنت بلغاريا أن تلاحقها أيضا. واعتبر أن أوروبا تضامنت مع مجرمين ورحبت وصفقت عندما أطلقنا سراحهم. وكذلك فعلت المنظمات العالمية الدولية. وكان الأحرى بهم أن ينتقدوننا لأننا أطلقنا سراح مجرمين قتلوا خمسين من أبنائنا فيما يعاني أربعمائة منهم ويلات المرض. من جهته قال رئيس الوزراء الليبي البغدادي محمودي في المؤتمر الصحفي إن حكومته حققت بهذا التفاوض مصالح ليبيا الإستراتيجية رغم كل الضغوط التي مورست ضدنا ولم نرضخ وحققنا مصالح أبنائنا لكن الذي خان هذا الاتفاق هو الطرف البلغاري. وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استهجن أيضا الموقف البلغاري. وأضاف في المؤتمر الصحفي أنه يشكر قطر لدورها في قضية الممرضات، مضيفا أنها ساهمت في صندوق دولي لدعم الأطفال المصابين، وكذلك فعلت دول أوروبية بينها بلغاريا وجمهورية التشيك. وتابع أن فرنسا تعهدت بتزويد مستشفى بنغازي بمعدات وتقديم عمالة متدربة لمدة خمس سنوات كما وافقت أيضا على تدريب نحو خمسين طبيبا ليبيا. وقدم صندوق بنغازي الدولي بالفعل مليون دولار لعائلة كل طفل مصاب وفقا لاتفاق لتأمين العفو عن الممرضات الخمس والطبيب. وكان الستة قد حوكموا في ليبيا بتهمة نقل فيروس الايدز عمدا إلى أكثر من 450 طفلا ليبيا، وصدر ضدهم حكم بالإعدام، قبل أن يخفف إلى السجن مدى الحياة، بعد تخلي اسر الضحايا عن الادعاء. وتم الإفراج عنهم مطلع الأسبوع. ومنح الرئيس البلغاري غورغي بارفانوف الطاقم الطبي البلغاري العفو فور وصوله إلى بلغاريا. واحتجت ليبيا رسميا على العفو معتبرة أن ما قامت به السلطات البلغارية يشكل إخلالا بأحكام اتفاق التعاون الموقع بين البلدين عام 1984 حول استرداد المطلوبين. إلا أن صوفيا رفضت احتجاجات ليبيا، مشيرة إلى أنه "ليس هناك أي عائق أمام إجراء العفو" وأن الاتفاق المبرم عام 1984 "ينص على إجراء كهذا وهو عنصر مبدئي في كل الاتفاقات من هذا القبيل". كذلك أدانت أسر الأطفال الليبيين المصابين بالإيدز العفو الرئاسي البلغاري معتبرة أنه استهتار بالقانون الدولي وبدماء الأطفال. وجدد المتحدث باسم أسر الأطفال إدريس لاغا الذي شارك أيضا في المؤتمر الصحفي السبت مطالبا السلطات الليبية ب"إعادة اعتقال الستة عبر شرطة الإنتربول (الشرطة الجنائية الدولية) لتمضية عقوبتهم بالسجن" وبقطع العلاقات مع بلغاريا.