وصل المتهمون الستة في قضية أطفال ليبيا المحقونين بالإيدز –خمسة ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني منح الجنسية البلغارية الشهر الماضي- إلى العاصمة البلغارية صوفيا بعد إفراج ليبيا عنهم بموجب اتفاق ثنائي لتبادل المجرمين. وكان الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف في استقبال الستة الذين وصلوا على متن طائرة رئاسية فرنسية برفقة زوجة الرئيس الفرنسي سيسيليا ساركوزي ومفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر اللتين زارتا ليبيا أول أمس لإقناع طرابلس بالإفراج عنهم. وأصدر الرئيس بارفانوف عفوا عن المتهمين بمجرد وصولهم رغم أن الاتفاق مع ليبيا يقضي بقضائهم محكوميتهم في السجون البلغارية. غير أن الرئيس البلغاري أكد التزام بلاده بمساعدة ضحايا مأساة أخرى هي مأساة الأطفال الليبيين وعائلاتهم. ووصل مع الستة أيضا طبيب بلغاري برئ من التهمة ذاتها لكن لم يسمح له بمغادرة التراب الليبي. وقال الناطق باسم الخارجية البلغارية ديميتار تسانشيف إن هذه هي الأنباء التي ظلت بلغاريا تنتظرها لأكثر من ثماني سنوات. وبذلك يسدل الستار على قضية استمرت ثماني سنوات ونصف السنة -هي المدة التي قضاها المتهمون في السجون الليبية- بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية الدولية ووساطة داخلية قادتها مؤسسة القذافي الخيرية. وحكم على الستة ثلاث مرات بالإعدام قبل أن يقرر مجلس القضاء الأعلى –أعلى هيئة قضائية في ليبيا- الأسبوع الماضي خفض الحكم إلى السجن المؤبد بعد قبول عائلات الضحايا تعويضهم مليون دولار عن كل طفل مقابل تنازلهم عن العقوبة. من جانبه رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية جوسيه مانويل باروسو ب"اللفتة الإنسانية لقائد ليبيا وأكدا التزامهما بمساعدة الأطفال المصابين. وكان مسؤولون ليبيون طلبوا عدم كشف أسمائهم قالوا إن ساركوزي ربط المضي قدما في زيارة مزمعة إلى ليبيا غدا بتسليم المتهمين إلى بلغاريا. وقال مسؤول لبيبي إن ليبيا سلمت المتهمين بناء على اتفاق يشمل تزويد مستشفى الفاتح في بنغازي -حيث وقعت العدوى- بتجهيزات ومعالجة الأطفال المصابين. وأضاف أن كل المطالب السياسية الليبية استجيب لها بما فيها قبول الاتحاد الأوروبي تحسين علاقاته مع لبيبا لبناء ما وصفه بشراكة تشمل منطقة تجارة حرة. كما طالبت ليبيا بتطبيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة وبأموال أوروبية لمشاريع نقل. وتقول لبيبا إن المحكوم عليهم حقنوا عمدا 438 طفلا بفيروس نقص المناعة المكتسب, لكن المتهمين دفعوا ببراءتهم, واستدلوا بشهادة خبراء صحة دوليين أرجعوا العدوى إلى قلة النظافة في المستشفى. وأكدوا وقوعها قبل وصولهم إلى ليبيا أصلا.