أعلن جيش الاحتلال الأمريكي في العراق أمس الجمعة عن مقتل اثنين من جنوده في تفجير عبوتين ناسفتين في منطقتين ببغداد الخميس الماضي. وعلى نفس السياق أعلن جيش الاحتلال البريطاني مقتل ثلاثة من جنوده بقصف بقذائف الهاون استهدف قاعدته في مدينة البصرة جنوب العراق في يوم الخميس أيضا . من ناحية أخرى شجب الرئيس الأمريكي جورج بوش قرار مجلس النواب الدخول في عطلة الشهر المقبل دون المصادقة على ميزانية وزارة الحرب التي تمكنه من زيادة الإنفاق على العدوان على العراق. وانتقد بوش نواب الكونجرس لترتيبهم عطلتهم دون الموافقة على مشروع قانون يتعلق بسياسة الحرب يقضي بزيادة رواتب عسكريين وبمزيد من العتاد للعدوان . وطالب بوش - في لقاء مع المحاربين القدامى وأسر العسكريين بالبيت الأبيض- الكونجرس بمنح القوات مزيدا من الوقت حتى تتمكن من تنفيذ الإستراتيجية المرسومة. وكان الكونجرس أجاز في مايو الماضي قانون تمويل الحرب في العراق لكنه اشترط على بوش أن يطلب من الحكومة العراقية تحقيق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية وأن يقدم تقريرا عن الموضوع في سبتمبر المقبل. وفي محاولة لتخفيف الخسائر التي تتعرض لها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق أعلن السفير الأمريكي في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد أن بلاده تدعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتولي المنظمة دورا متزايدا في العراق . وقال خليل زاد إنه سيتم قريبا تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق وأن مجلس الأمن الدولي سيمدد مهمة بعثة المنظمة الأممية في بغداد. وتعارض الأممالمتحدة بشدة العمل في العراق منذ أن قتل 23 من كبار موظفيها في انفجار قنبلة في مقرها ببغداد في أغسطس عام 2003 غير أن الأمين العام الجديد للمنظمة أعلن -إثر لقائه بوش الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض- أن منظمته جاهزة لمساعدة الحكومة والشعب العراقيين. من ناحية أخرى شكَّك موفق الربيعي- مستشار الأمن القومي العراقي- في قدرات القوات العراقية – الموالية للاحتلال- على تولي المهام الأمنية في البلاد فيما يعتبر محاولةً جديدةً من المسئولين العراقيين لتبرير بقاء قوات الاحتلال في العراق. وقال الربيعي – بحسب وكالة أسوشيتد برس - أمس الجمعة إن الفترة الأخيرة شهدت مشكلاتٍ وتحدياتٍ في الفترة الأخيرة خاصةً فيما يتعلق بالتسليح والتجنيد الأمر الذي يحُول دون تمكُّن القوات العراقية من تولِّي المهام الأمنية في مختلف محافظات البلاد قبل نهاية العام مثلما كانت تأمل الحكومة العراقية. وأضاف الربيعي أنه من الصعب جدًّا إعطاء تاريخ محدد لاستلام القوات العراقية زمام الأمور لأن ذلك مرهون بسرعة تدريب وتجهيز القوى الأمنية العراقية وبخاصة في هذه الأحوال الخطيرة التي يمر بها العراق والمنطقة مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحديد الفترة الزمنية اللازمة لتولي العراقيين المهام الأمنية. وتأتي تصريحات الربيعي متناقضةً مع تصريحات رئيس الحكومة جواد المالكي الذي كان قد أعلن مؤخرًا أن القوات العراقية قادرةٌ على تولِّي المهام الأمنية في العراق بنهاية العام الحالي لكنَّ تصريحات الربيعي تتفق مع ما ورد على لسان بعض المسئولين الأمريكيين في الفترة الأخيرة من أن التقدم في مستوى القوات العراقية لا يزال أقل من المتوقع . وفي هذا السياق حذر الجنرال ريك لينش- قائد قوات الاحتلال الأمريكية بمنطقة وسط العراق- من أن أي تخفيض للقوات الأمريكية في البلاد قبل منتصف العام 2008م سيؤدي إلى المخاطرة بما زعم أنها "المكاسب الأمنية" التي تحققت خلال الأشهر ال6 الماضية. وأضاف الجنرال لينش أن حماية "الانتصارات" التي تحقَّقت تفرض بقاء الجيش الأمريكي في الممرات المؤدية إلى بغداد وتأمين العاصمة من الجهتين الشرقيةوالجنوبية مشيرًا إلى أن القضاء على مَن زعم أنهم "المسلَحون" سيتطلَّب قضاء الفترة الممتدة بين الصيف الحالي والخريف القادم، فيما سيحتاج الأمر إلى فترة تمتد حتى الربيع والصيف المقبلَين ل"ترسيخ الاستقرار الأمني". وأعرب لينش عن قلقه من الضغوط المتصاعدة في الداخل على الإدارة الأمريكية لتحديد درجة نجاح أو فشل الإستراتيجية الأمريكيةالجديدة في العراق، وهو التقييم الذي سيتم على أساسه اتخاذ قرار بشأن بقاء القوات أو سحبها. وفي مواجهة تلك الضغوط أعلن توني سنو- المتحدث باسم البيت الأبيض- عدم وجود أي تغيير في الموعد المحدد لتقييم الإستراتيجية الجديدة في العراق؛ بحيث يظل سبتمبر القادم هو الإطار الزمني للحكم على درجة التقدم في العراق. وزعم سنو أن "نتائج مهمة" تحقَّقت بعد شهر واحد من نشر القوات الإضافية الأمريكية بالعراق"، وبالتالي لا توجد أي نية لتغيير الموعد من سبتمبر إلى نوفمبر القادم لإعطاء المزيد من الوقت لتلك القوات لكي تحقق نجاحات مشيرًا إلى أن وزارة الحرب (البنتاجون) ستُصدر في وقت لاحق المزيد من التوضيحات بهذا الشأن. وتأتي تلك التصريحات لتعبر عن الارتباك الأمريكي؛ حيث كان الجنرال ريموند أوديرنو- نائب قائد قوات الاحتلال الأمريكي بالعراق- قد رجَّح أن يتم إرجاء تقديم التقرير إلى نوفمبر للتعرف على ما إذا كان هناك تطورٌ ملموسٌ على الأرض أم لا. وعلى الرغم من تلك التصريحات الأمريكية التي تشير إلى وجود تقدم فإن هيئة الإذاعة البريطانية أظهرت في مسحها الأسبوعي بشأن العراق عدم حدوث تقدُّم أمني لافت خلال الأسبوع الماضي عن الأسابيع السابقة؛ فقد ذكر التقرير أن 463 مدنيًّا قُتلوا خلال الأسبوع الماضي وهو أكبر عدد خلال الأسابيع ال5 الماضية فيما أصيب أكثر من 400 آخرين. وأظهرت النتائج أيضًا استمرار ظاهرة العثور على الجثث، وبخاصة مقطوعة الرأس منها، مشيرًا إلى أنه في مستشفى واحد فقط وصلت مؤخرًا 8 جثت مقطوعة الرؤوس كل أصحابها من أسرة واحدة، إضافةً إلى 38 جثة أخرى مقطوعة الرؤوس ومبتورة الأطراف. كما كشفت (بي بي سي) عن أن الظروف المعيشية لم تتغير بشكل كبير؛ حيث ما يزال العراقيون يعانون من انقطاع الكهرباء بشكل حادٍّ، مشيرةً إلى أن بعض الأسر لا تزال تحصل على ساعة واحدة فقط من الكهرباء كل 3 أيام!! كما أظهرت إحصاءات لوزارة الحرب الأمريكية (البنتاجون) أن الهجمات في العراق وصلت في الشهر الماضي إلى أعلى متوسط يومي لها منذ مايو عام 2003 مما يظهر ارتفاعا في أعمال العنف في الوقت الذي استكمل فيه بوش تعزيزا لقوات الاحتلال. وأظهرت البيانات – بحسب رويترز - اتجاها تصاعديا في الهجمات اليومية خلال الأشهر الأربعة المنصرمة في الوقت الذي عززت فيه القوات الأمريكية والعراقية العمليات ضد المسلحين في العراق. وكشفت أرقام يونيو وقوع 5335 هجوما ضد قوات الاحتلال وقوات الأمن العراقية والمدنيين والبنية الأساسية. وعلى الرغم من تلك الأرقام فقد أشادت الأممالمتحدة بالحكومة العراقية بما يتعلق بتحقيق الوعود التنموية؛ حيث أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن الحكومة أحرزت تقدمًا في الالتزام بالوعود التي قطعتها تجاه المانحين الدوليين مقابل الحصول على مساعدات بخططها التنموية وإلغاء الديون، وقال التقرير إن التقدم يظهر في مراجعة الدستور وإنشاء مفوضية مستقلة للانتخابات وقانون النفط والغاز وقانون الاستثمار وإدارة الموارد العامة وجهود مكافحة الفساد والأمن!!! وفيما يعد دحضا لمقولات تحقيق الحكومة العراقية تقدمًا أمنيًّا أعلنت الشرطة العثور على 17 جثة مجهولة الهوية في أماكن متفرقة من بغداد فيما قُتِلَ عراقيان عندما أطلق مسلَّحون النارَ عليهما في بلدة الضلوعية شمال العاصمة بغداد، كما جُرح شرطيٌّ في انفجار قنبلة على جانب طريق في حي المنصور غرب المدينة.