أكد الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد لحزب العمل أن المخططات لضرب أخلاق المصريين وقيمهم تسير على قدم وساق؛ متسترة بقضايا حقوق الإنسان والمرأة على سبيل الخصوص؛ منقدا القرار الأخير الذي أصدره وزير الصحة بتجريم "ختان الإناث" على ضوء فتوى مفتى الجمهورية د. على جمعة معتبرًا أن هذا التجريم سيفتح الباب على مصراعيه لإجراء عمليات الختان في الخفاء وبدون إشراف طبي, واعتبر أن المسئولين في مصر ينشغلون بقضايا فرعية مثل الختان والآذان الموحد ومنع بناء مآذن المساجد ويتركون القضايا الأساسية مثل توفير مياه الشرب لعشرات القرى المحرومة منها حاليًا ومشكلات الإسكان. وعلى الصعيد الفلسطيني استنكر قرقر انشغال المسلمين عما يحاك للمسجد الأقصى من مؤامرات حالية لهدمه بعد ان انتفضوا فترة من الزمن ثم هدأت الأمور كالمعتاد, وطالب قرقر بسرعة إعادة فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين العالقين على الحدود المصرية, وندد بمحاولات استعاضة معبر رفح بمعبر "كرم أبو سالم" الذي يسيطر عليه الصهاينة بالكامل مما سيهدد أمن الفلسطينيين الذين يريدون دخول قطاع غزة.
كتب: محمد أبو المجد
وقد جاءت تصريحات أمين عام مساعد حزب العمل في مؤتمر حزب العمل الأسبوعي بالجامع الأزهر, والذي شهده عدد كبير من المصلين يحيطهم أفراد أمن الدولة داخل المسجد الذين قاموا بتصوير المصلين والتضييق عليهم.
حرب على الأخلاق وفي بداية كلمته أوضح قرقر أن مصر تتعرض لأكبر حملة لضرب القيم والأخلاق ومبادئ الشرف التي كانت على الدوام سمة من أهم سمات المصريين, ولكن الأممالمتحدة وذيولها تأبى إلا أن تسلبهم هذه السمات, فعقدت المؤتمرات المتتالية مثل مؤتمر القاهرة للسكان ومؤتمرات صندوق الأمم الإنمائي والتي كان آخرها مؤتمر عقد بجامعة الأزهر تحت إشراف جهات أجنبية وآخر عقد بدار الإفتاء برعاية وزارة التضامن الاجتماعي الألمانية!! وركزت تلك المؤتمرات على محاربة "ختان الإناث" وطالبت بإقرار حقوق الشواذ والمثليين جنسيًا وتأخير سن زواج الفتاة لتمارس أنوثتها بحرية وغير ذلك من تلك السموم الوافدة التي يعاني منها الغرب الآن ويريد تصديرها إلينا بينما هو يحاول مكافحتها.
زوبعة الختان وانتقد قرقر الزوبعة الإعلامية المستمرة حتى الآن حول مصرع الطفلة "بدور" بجرعة بنج زائدة أثناء إجرائها لعملية ختان واتخاذ البعض تلك الحادثة تكأة للمطالبة بتجريم ختان الإناث وانجراف فضيلة المفتي وراءهم بعاطفة وأصدر فتوى قاطعة تحرم ختان الإناث شرعًا – بعد أن كان يعتبر أنه جائز، بل ومكرمة للمرأة كما ذكر في إحدى كتبه من قبل!! – ثم قرار وزير الصحة تجريم عمليات الختان بالمستشفيات والعيادات, مما سيفتح الباب على مصراعيه لإجراء تلك العمليات – والتي يتمسك بها أكثر من 90% من الشعب المصري - في الخفاء وعلى أيدى غير المختصين مما سيترتب عليه كوارث شديدة وسنكون حينها أمام حالات كثيرة ستلقى مصير الطفلة "بدور". وقال قرقر: ألا يمكن أن يموت أي مريض بجرعة بنج زائدة وهو يجرى أية عملية بسيطة مثل الزائدة الدودية أو عملية تجميل كما حدث مع الممثلة الراحلة "سعاد نصر", فهل قام أحد وطالب بتجريم عمليات التجميل أو منع عمليات الزائدة الدودية؟!! وعلى صعيد الأوضاع الداخلية أيضا انتقد قرقر وزير الأوقاف لاعتزامه تقديم مشروع قانون يقضي بمنع بناء مآذن للمساجد, معتبرًا أنه قرار غير مبرر ويستهدف الهوية المسلمة للقاهرة التي اشتهرت بأنها مدينة الألف مئذنة, علاوة على أن المآذن تعتبر هذه الأيام دليلاً للناس على المساجد وسط الزحام وارتفاع البنايات وبالتالي فهي ضرورية ولا يجوز منعها.
سياسة مسئولينا وأكد قرقر أن المسئولين المصريين تعودوا على ما يبدو بإثارة مشاكل فرعية لإلهاء الشعب بها عن مشاكله الحقيقية, فها هي زوبعة الختان تزداد وتنمو ويتخذ وزير الصحة (قرارًا سريعًا وحاسمًا) بتجريمه, وها هو وزير الأوقاف يريد استصدار قرارات للآذان الموحد ومنع بناء مآذن للمساجد متجاهلين القضايا الرئيسية التي يعاني منها الشعب مثل انقطاع مياه الشرب عن عدد من القرى والمدن مما أدى لانطلاق ثورة العطشى في مختلف أنحاء الجمهورية, وكذلك قضايا السكان والبطالة وقضايا الإصلاح السياسي والأمن القومي.
الأقصى في خطر وانتقل الأمين العام المساعد لحزب العمل بعد ذلك إلى القضية الفلسطينية, حيث أشار إلى استمرار الحفريات الصهيونية في محيط المسجد الأقصى وأسفله تمهيدًا لهدمه مستغلين انشغال المسلمين بالأحداث الأخيرة في غزة وبمشاكلهم الداخلية, وفي هذا الإطار استنكر قرقر ضعف بل وانتهاء التظاهرات التي كانت قد انطلقت للتعبير عن الغضب من تلك الممارسات الصهيونية بحق الأقصى مطالبًا بإعادة تفعيل القضية بين الناس لأن المخطط لم يتوقف بعد في حين أن الأمة نائمة, بل هو مستمر بشكل أكبر من ذي قبل. وطالب قرقر وسائل الإعلام بتحرى الموضوعية في نقل الأحداث وألا تكون مجرد أبواق للحكومات والأنظمة كما فعل الإعلام المصري الذي أخذ يحذر من حماس التمويل من إيران، والإمارة الإسلامية في غزة وخطرها على الأمن القومي، وكانت هذه التصريحات تخرج من وزارة الخارجية المصرية, ثم تحول الموقف إلى النقيض وبشكل كوميدي عندما نفى مبارك تلك المزاعم تمامًا بعد أن أكد إليه مستشاروه أن ما فعلته حماس كان ضرورة لحفظ الأمن القومي المصري الذي كان يهدده قطعان العملاء من المنتسبين إلى "فتح" والذي ثبت خطرهم على أمن مصر القومي بالوثائق والمستندات.
افتحوا معبر رفح وانتقد قرقر استمرار إغلاق معبر رفح عى الحدود المصرية الفلسطينية ومنع مئات الفلسطينيين من دخول أراضيهم, والعمل على استبدال معبر رفح بمعبر "كرم أبو سالم" الذي يسيطر عليه الصهاينة بشكل كامل مما يعد انتقاصًا للسيادة الفلسطينية وسيعرض عدد كبير من الفلسطينيين العائدين للوقوع تحت طائلة الاعتقال الصهيوني على المعبر, واعتبر أن هذا الإجراء يهدف إلى الانتقام من حماس بتنسيق بين عباس وحكومته العميلة والصهاينة.
الوعد القرآني يتحقق وفي ختام كلمته شدد قرقر على أن الكافرين والأعداء ينفقون الأموال الطائلة لكسر شوكة المقاومة في فلسطين والعراق وأفغانستان ولكنهم سيفشلون وسيهزمون في نهاية الأمر, وعلى سبيل المثال فقد أنفقت أمريكا مليارات الدولارات بما يعادل ميزانيات دول بأكملها خلال 4 سنوات للسيطرة على العراق وباقي المنطقة, ولكنهم فشلوا تحت ضغط المقاومة التي أجبرتهم على البحث عن طريقة آمنة وكريمة للخروج من المستنقع العراقي, وهو ما يؤكده الوعد القرآني على لسان المولى عز وجل: " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ" (الأنفال: 36).