أعلن مسؤول للاحتلال الأمريكي في العراق اليوم الأحد أنه تم العثور على جثتي عراقي وزوجته من العاملين بسفارة الاحتلال الأمريكي في بغداد . وقال سفير الاحتلال رايان كروكر – بحسب رويترز – إننا نعلن ببالغ الأسى والحزن فقدان اثنين من العاملين المحليين اللذين اختطفا في مايو وقتلا. وأضاف مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته أن الزوجين هما حازم حنا وزوجته انيل ميسكوني.وقد تم التأكد من هويتهما من سجلات بصمات الأصابع. وقال مسؤولون أمريكيون عند اختفائهما إن حنا فقد في بادئ الأمر وعندما ذهبت ميسكوني للبحث عنه خطفت أيضا. وأعلنت جماعة دولة العراق الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن قتلهما في رسالة نشرت على موقع على الإنترنت يوم 31 مايو فيما ألمحت الرسالة إلى أنهما ذبحا. وعلى نفس السياق فقد قتل جندي بريطاني وجرح ثلاثة آخرون في معارك ضارية مع مسلحين في مداهمات بمدينة البصرة جنوبي العراق وصفها متحدث عسكري بأنها أكبر عملية لجيش الاحتلال البريطاني في العراق هذا العام. كما ارتفعت خسائر جيش الاحتلال الأمريكي في اليومين الماضيين إلى تسعة قتلى وأوضح بيان للجيش أن خمسة من الجنود قتلوا وأصيب خمسة في ثلاثة تفجيرات استهدفت دوريات أمريكية في جنوب وشرق العاصمة العراقية الجمعة فيما قتل الآخرون في عملية عسكرية بمحافظة الأنبار وبغداد. كما أعلنت الشرطة العراقية وضابط بالجيش إن انفجارا أسفر عن مقتل 17 متطوعا جديدا بالجيش العراقي وإصابة 20 آخرين اليوم الأحد أثناء تنقلهم على الطريق قرب بغداد. ولم يتضح ما إذا كان المتطوعون الجدد الذين كانوا يركبون شاحنة قتلوا من جراء انفجار قنبلة مزروعة على الطريق أم أن مهاجما فدائيا بسيارة ملغومة صدم عربتهم. هذا وقد شهد العراق أمس السبت يوما داميا جديدا خلف مئات القتلى والجرحى وسط تصاعد التوترات السياسية. وفي أعنف الهجمات قتل ما لا يقل عن 150 شخصا وأصيب نحو 250 آخرين إثر انفجار شاحنة مفخخة يقودها فدائي في بلدة آمرلي التابعة لمدينة طوزخورماتو في محافظة صلاح الدين شمال بغداد وفق آخر حصيلة حتى الآن. وقال قائد شرطة طوزخورماتو العقيد محمد عباس أمين في وقت متأخر من مساء السبت – بحسب وكالة الصحافة الفرنسية - إن بين القتلى 20 طفلا و30 امرأة. وكانت مصادر طبية أشارت في وقت سابق إلى سقوط ما بين 105 و115 قتيلا على الأقل. من جانبه أوضح قائمقام طوزخورماتو محمد رشيد إن أربعين منزلا في منطقة الانفجار تهدمت بشكل كامل فضلا عن تدمير عشرين محلا تجاريا وعشر سيارات. وقد وقع الهجوم – بحسب الجزيرة - وسط سوق شعبي بالبلدة ذات الأغلبية التركمانية في الصباح الباكر حيث تكون المنطقة عادة مكتظة. وتعد هذه العملية الأولى من نوعها في هذه البلدة الواقعة على الطريق بين كركوك وتكريت الذي يشهد هجمات بصورة شبه يومية. وفي قرية قرقوش قرب الحدود الإيرانية قال مسؤول محلي إن مهاجما قتل 22 شخصا وأصاب 17 آخرين. وقتل خمسة جنود عراقيين ومدني وجرح 22 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش في منطقة زيونة وسط بغداد أمس. وفي العاصمة أيضا قتلت عائلة مكونة من سبعة أفراد عندما سقطت قذائف هاون أثناء نومهم على سطح منزلهم. ولقي شخص مصرعه وأصيب آخران في انفجار عبوة ناسفة بحي الزعفرانية جنوبي بغداد. كما عثرت الشرطة على 19 جثة عليها آثار إطلاق رصاص في العاصمة. وفي الضلوعية شمال بغداد قتل آمر الحرس الوطني العراقي الرائد عامر نايف واثنين من حراسه وأصيب خمسة آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته. وفي الكوت جنوبا قتل ثلاثة جنود عراقيين وأصيب آخر جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة شرقي المدينة. وفي السماوة قتل سبعة أشخاص وأصيب 55 آخرون في اشتباكات بين قوات جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر وقوات عراقية أمريكية مشتركة. كما لقي ستة من عناصر جيش المهدي مصرعهم في اشتباكات مماثلة في الديوانية. وفي تطور سياسي خطير ربما يدفع إلى احتدام المعارك فيما بين جيش المهدي والقوات الحكومية الموالية للاحتلال هاجم رئيس الوزراء العراقي حَمَلة السلاح في جيش المهدي واصفا إياهم بأنهم عصابات صدامية وبعثية وعصابات سلب ونهب متلبسة داخل التيار الصدري. وانتقد المالكي بشدة في مؤتمر صحفي ببغداد المواجهات التي شهدتها مؤخرا عدة محافظات بين جيش المهدي وقوات عراقية. وأكد أن قادة التيار الصدري أعلنوا في أكثر من مناسبة أنهم ضد استخدام السلاح ويدينون من يحمله ودعاهم في هذا السياق إلى أن يتخذوا قرارات حاسمة وواضحة كي لا يتحملوا المسؤولية من خلال استخدام هذا الاسم في عمليات القتل والإرهاب والخروج عن القانون. وفي محاولةٍ منه لاحتواء الأزمة التي تعصف بحكومة الفشل الأمني والسياسي التي يرأسها بعد تعليق أكثر من كتلة سياسية مشاركتها في الحكومة دعا المالكي المجموعات السياسية في بلاده للانضمام إلى ائتلاف جديد مقترَح يمكن أنْ يخترق الخطوط الطائفية ويدعم حكومته المنهارة. وقال المالكي إن هذه الجبهة منفتحة لكل الذين يتفقون معنا في ضرورة تفعيل عمل الحكومة وتحريك مفاصل الدولة ومواجهة التحديات". وتأتي تصريحات المالكي التي نقلتها وكالة (رويترز) للأنباء عقب التقارير التي تحدثت في الأسابيع الأخيرة الماضية عن أنَّ الائتلاف الشيعي الموحَّد الحاكم والحزبَيْن الكرديَّيْن الرئيسيَّيْن، والذين يشكِّلون معًا أغلبيةً في البرلمان، يعتزمون تشكيل ائتلاف جديد بعد انشقاق بعض السياسيين عن الحكومة، كما تقاطع كتلة التوافق العربية السنية اجتماعات الحكومة والبرلمان بسبب المعاملة غير المنصفة لأعضائها، مثل رئيس البرلمان محمود المشهداني ووزير الثقافة أسعد الهاشمي. كما سبق ذلك انسحاب وزراء التيار الصدري الستة من الحكومة في شهر أبريل الماضي؛ بسبب رفض المالكي وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق، كما تقاطع كتلة التيار الصدري البرلمانية البرلمانَ احتجاجًا على تفجير مزار الإمامَيْن في سامراء خلال شهر يونيو الماضي. على صعيد آخر قالت وزارة الخارجية العراقية إنها تمكنت من تنظيم أول زيارة لثلاثة دبلوماسيين إيرانيين بينهم سفير إيران لدى العراق حسين قمي زاده لخمسة معتقلين إيرانيين تحتجزهم قوات الاحتلال الأمريكي بتهمة الارتباط بالحرس الثوري الإيراني. وكانت قوة أمريكية قد اعتقلت الإيرانيين الخمسة يوم 11 يناير الماضي في أربيل -كبرى مدن إقليم كردستان العراق- بينما كانوا في "مكتب ارتباط" وفقا للسلطات العراقية في حين تؤكد طهران أنه "قنصلية".