شنّ رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور، هجوماً غير مسبوق أمام الاجتماع الاستثنائيّ لمكتب المجلس البرلماني الأورومتوسطي المنعقد في بروكسِل، ضدّ الكيان الصهيوني وحلفائه، وعلى عدوان السافر على الشعبَيْن اللبناني والفلسطيني. ودافع سرور في كلمته، يوم الخميس (24/8)، بقوةٍ عن المقاومة وما اتخذته من مواقف على الأراضي اللبنانية، مؤكّداً أنّ "ما قامت به في 12 يوليو الماضي بأسْر جنديّيْن (إسرائيليّيْن) يأتي في إطار القانون الدولي وأنّه تصرّفٌ يندرج تحت مقاومة الاحتلال". ووجّه انتقاداتٍ حادّة إلى الحكومات الغربية وإلى صمْتها الرهيب حول ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني من مخالفاتٍ عديدة، واختطافها لعددٍ من الأفراد في لبنان وفلسطين طوال الشهور الماضية بمنْ فيهم وزراء واعضاء برلمانات. وقال سرور: "للأسف لم تتحرّكْ حكومة غربية واحدة لإدانة تلك الممارسات التي تُعَدّ انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي". وأضاف أنّ: "من واقع المعلومات المؤكّدة وما أكّده أيضاً محلّلون أمريكيّون، فإن خطّة غزو لبنان كانت معدّة منذ أواخر مايو 2006، وأنّ (إسرائيل) كانت تنتظر تعليماتٍ خارجية لتشنّ حرباً بالوكالة كرسالةٍ أو كتجربةٍ لما قد يحدث ضدّ إيران"، في إشارةٍ واضحة إلى أنّ القوات الصهيونية شنّتْ تلك الحرب بالوكالة عن الولاياتالمتحدة. ووصف سرور العدوان الصهيوني ضدّ لبنان بأنه "أشبه بمحرقةٍ أشعلتها (إسرائيل) ضدّ شعب لبنان وفلسطين بالوكالة عن قوى غربية وعلى خلفيّةٍ سياسيّة معايير مزدوجة تتبعها بعض الدول الغربية التي أعاقت صدور قرارٍ من مجلس الأمن بوقف النار لمدّة شهرٍ كامل لإعطاء الفرصة ل(إسرائيل) لتدمير لبنان والاستمرار في سياسات التدمير والاغتيال في ظلّ نظامٍ دوليّ تسود فيه القوة فوق الحقّ، والقرصنة فوق القانون، وما حدث من تزويد (إسرائيل) بأسلحةٍ محرّمة دولياً وبقنابل ذكية تمّ استخدامها بغباءٍ وهو ما فضحته المنظمات غير الحكومية الدولية". وقال سرور أمام البرلمانيين الأوروبيين: "استشعَرْنا منذ بدء الحرب على لبنان أنّ هناك مؤامرة ومخطّطاً لإعطاء الضوء الأخضر ل(إسرائيل) للتدمير والإبادة في كلٍّ من لبنان وفلسطين بحجّة القضاء على المقاومة كما اتّضح جلياً في مؤتمر روما، وبهدف صرف الأنظار عن المأزق الذي تجد قوات الاحتلال الأجنبيّ نفسها فيه داخل العراق". وأعرب عن أسفه الشديد لتجاهل المجتمع الدولي لما جاء في تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" وما حواه من تحليلٍ يؤكّد استخفاف العسكريين الصهاينة بأرواح المدنيّين اللبنانيين، ووصف التقرير ما قامت به القوات الصهيونية بأنّه "يُعَدّ جرائم حرب". وقال سرور: "للأسف رفض مجلس الأمن، وبالأحرى من يسيطرون عليه، إيفاد لجنة من الأممالمتحدة للتحقيق في مذبحة قانا، ورفض أيضاً إدانة (إسرائيل) لقتلها أربعةً من قوات اليونيفيل". وأضاف: "خشيت الدول الغربية من إدانة (إسرائيل) خوفاً من اتهامها بمعاداة السامية أو بطش الجماعات الصهيونية بها"». وتابع: "انحدرت (إسرائيل) ومن يقف وراءها إلى قاع التاريخ وإلى الدرك الأسفل من الوحشية والهمجية". وانتقد بشدّة اتهام الإسلام بالفاشية، وقال: "إنّ الفاشية نبتٌ أوروبيّ مثلما كانت النازية نبتاً أوروبياً". وأضاف: "كنّا نتوقّع أنْ يستجمع الاتحاد الأوروبيّ قوته وشجاعته ليعلن رفضه لربط الإسلام بالفاشية، إلا أنّ هذا لم يحدث". وتساءل: "أين هو مجلس الأمن وشرعيته، وقد أصدر 98 قراراً منذ عام 1948 حول القضية الفلسطينية والصراع العربي (الإسرائيلي) والاعتداءات السابقة على لبنان وفلسطين، ولم يُنفَّذْ أيّ قرار من تلك القرارات". وأكّد أنّ قرار مجلس الأمن الأخير بوقف النار "جاء غير متوازنٍ ولإنقاذ ماء وجه (إسرائيل) سياسياً بعد فشلها الذريع عسكرياً وارتكابها جرائم حربٍ وإبادة". واتهم بعض القوى التي تساند الكيان الصهيوني بأنها هي التي تغذّي التطرّف وتزيد من الإرهاب الدولي وهي التي تُفشِل محاولات بعض الأطراف الدولية لتحسين صورتها في الشرق الأوسط ومحاولات استرجاع مصداقيتها التي تتآكل يوماً بعد يوم. من جهته، قال الدكتور مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب : "إنّ من أهداف الكيان الصهيوني استيعاب المنطقة كلها بما فيها مصر، ومن لا يعرف ذلك فهو واهم". وأضاف خلال لقاء الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، أنّ الكيان الصهيونيّ هو الذي يضع السياسة الخارجية الأمريكية، ويحدّد توقيت إطلاق النار، ويطالب بنزع سلاح حزب الله المنتصر، مشدّداً على ضرورة تبنّي رؤساء الدول العربية خطاباً سياسياً موحداً خلال المرحلة المقبلة.