قبيل نجاح الثورة حاولت قوى كثيرة داخلية وخارجية العمل على القضاء عليها بشتى الامكانيات الامنية والاعلامية لخطورة ذلك على مصالحها لكون مبارك ونظامه كنز استراتيجى ليس لااسرائيل فقط وأنما لجيش من رجال اعمال يعتبرون مصر عزبة ضخمة ملك خاص لهم وما الشعب الا عبيد آسيادهم يلقون اليه بالفتات وهذا الفتات اقل بكثير من التكلفة التى ينفقونها على كلابهم وحيواناتهم الاليفة !! ومن يعترض من الشعب البائس يسحق هو ومن يعول كأنما يهدفون الى اجتثاث اى معارض من جذوره هو وأبناؤه بغية القضاء الجينى على العائلات التى تحمل فيروس المعارضة !! ويساند هذا الجيش من رجال الاعمال الذى كان يقوده ولى العهد جمال مبارك ذلك السادى المدلل الذى كان يكن حقدا دفينا لكل الشعب المصرى من ضده ومن معه سواء . اقول هذا الجيش من رجال الاعمل كان مدعما بعدة جيوش كالشرطة وأمن الدولة التى كانت تفتك كالكلاب المسعورة بكل المصريين من يجرؤ منهم على التفكير بالاعتراض على اى شىء بالظن وليس باليقين . وكان ايضا وراء آل مبارك جيش من رجال الاعلام المنافقين يزينون للناس ان الحياة بدون آل مبارك هى الجحيم بعينه والعالم يحسدنا على نعمة الحكم تحت ظل آل مبارك الظليل !! وكان يدعم آل مبارك ايضا جيش من القضاه ورجال النيابة وظيفتهم تقنين التهم للشعب كل حسب قدره ونفوذه وكم من جرآئم ارتكبها النائب العام ومن معه ضد شعب مصر . وبعد نجاح الثورة لم ييأس آل مبارك ومن معهم لان من تقلد الحكم هو المجلس العسكرى الذى هو من رجال مبارك . وظل نظام مبارك كله كما هو لم يتغير شيء .واستطاع المجلس العسكرى ان يلعب بخبث على مجموعة من النخب التى شاركت فى الثورة ممن كانت تحلم بالحكم بعدما كان اقصى حلم لها ان تتبواء مقعد فى مجلس الشعب . كما نجح المجلس العسكرى فى تحييد الاخوان المسلمين والسلفيين وتنويمهم تنويما مغنطيسيا بحيث غطت القوى الثورية فى سبات عميق العلمانيين يحلمون فى نومهم بأن السلطة باتت بين آيديهم على اساس وقوف الجيش والقوى الدولية معهم ضد الاسلاميين . وفى الطرف الآخر كان الاسلاميين مستغرقين فى النوم اللذيذ على ثقة بأن الحكم صار لهم بتعهد من المجلس العسكرى على الرحيل السريع وترك الامر لهم خصوصا أن منافسيهم من العلمانيين لا قيمة لهم بين جماهير الشعب وما هى الا نخب متناحرة لم تدرك القوى الثورية الحقيقية خطورة الموقف اما غباء سياسى او انانية حمقاء . لم تستقرأ الواقع المر وهو ان نظام مبارك هو الذى يحكمهم بقيادة المجلس العسكرى وانهم كلا الطرفيين لا مكان لهم فى الخريطة السياسية التى تضم فقط رجال آل مبارك بنفس الاسماء والوظائف وعندما يتم اعادة ترتيب الامور واطفاء حريق الثورة الملتهب تطلق صفارة البدء التى يتم فيها القضاء على الاخوان وكل الاسلاميين قضاء مبرما لاقيام بعده مثل ايام الزعيم الملهم عبدالناصر الذى كان يضبط عنده كتاب اسلامى او يدوام بانتظام على صلاة الجماعة فى المسجد يذهب وراء الشمس !! وبعد القضاء على الاسلاميين تأتى الدائرة على النخب العلمانية الثورية الحقيقية حسنة النية حيث لابد من القضاء عليها كليا . وبعدها يرجع آل مبارك بنفس رجالهم مباركيين من كل القوى الآقليمية والخارجية . يرجعوا مستفيدين من اخطاء الماضى . يرجعوا بأنياب جديدة تنهش فى كل مصرى شارك بالثورة سؤاء بيده او بلسانه او بقلبه . أنه سيناريو ليس بخيال ايها المغفلين أنه حقيقة ماثلة امامكم . اننى اناشد القوى الثورية الحقيقية . القوى التى كانت تقاوم بحق نظام آل مبارك وتتصدى له ألا تضعوا أيديكم فى أيدى اذناب آل مبارك مهما كانت وعودهم لكم لن تنالوا شيء . لا تلوثوا أنفسكم بالجلوس مع فسدة مبارك امثال عمرو موسى وساويرس والزند ومرتضى منصور وزعماء الاحزاب العميلة كالوفد والتجمع لا تلتقوا برجال مبارك لكى يفرموا الإسلاميين فلن تنجو من الفرم بعدهم . أن كان الإسلاميين لهم الغلبة اليوم فعليكم بالحوار معهم لصالح مصر ولضمان اى حق لكم . كل القوى الخارجية وكل رجال مبارك يريدون الفوضى المستمرة لمصر حتى لا تقوى فإن فى قوتها ضعفا لهم . لاحل الا بالديمقراطية اذا كان هوى الاغلبية مع الإسلاميين اليوم فعليكم العمل الدؤؤب بين الجماهير لكى تحققوا الاغلبية غدا او على الاقل يكون لكم قوة سياسية مع الاغلبية . فليس من صالح الاغلبية الإسلامية ان تنفرد بالحكم وتقضى على الآخرين فهذا محال واتهامات بدون دليل . على كل القوى الثورية الحقيقية الغير ملوثة بأموال ووعود آل مبارك والخارج ان ترجع الى صوابها حماية لمصر ولمستقبلها ايضا أن تتكاتف يد واحدة مع الرئيس المنتخب من الشعب للخروج من الفترة الانتقالية الى الاستقرار الدستورى والسياسى والذى لابد ان يبدأ بتطهير مصر من كل فسدة مبارك فى القضاء والنيابة والاعلام والشرطة . وحصار رجال مبارك سواء فى السجن او خارجه وسرعة عمل محكمة ثورية لاعادة محاكمة قتلة الثوار وناهبى مال الشعب والمحرضين على الفوضى وكل الفسدة فى القضاء والاعلام فعدم الاخذ على هؤلا الفسدة بيد من حديد هو الذى يجعلهم يتمادوا فى نشر الفوضى وعدم الاستقرار