يلتقي الوسيط محمد الحاج من رابطة علماء فلسطين اليوم مع قيادة الجيش اللبناني لإطلاعهم على تفاصيل المبادرة الخاصة بحل الأزمة في مخيم نهر البارد. يأتي ذلك في الوقت الذي يقترب فيه وفد الوساطة من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين فتح الإسلام والجيش اللبناني. ويقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار من جانب فتح الإسلام وتسليم ستين من مسلحيها الجرحى إلى قوة فلسطينية مشتركة إضافة إلى ترحيل المسلحين العرب والأجانب الموجودين في المخيم إلى خارج لبنان. وفي هذا الإطار قال مصدر سياسي فلسطيني إن وسطاء فلسطينيين اجتمعوا مع شاهين شاهين العضو البارز في جماعة فتح الإسلام لبحث تفاصيل الهدنة مضيفا أن الاجتماع توصل لنتائج إيجابية. ورغم هذا الانفراج في الأزمة واصل الجيش اللبناني قصفه المتقطع لمواقع مسلحي فتح الإسلام في نهر البارد في وقت ازدادت فيه حصيلة الضحايا من عناصره. وقال الجيش إن ثلاثة من جنوده قتلوا يوم أمس لترتفع إلى 141 قتيلا بينهم 74 عسكريا وخمسون من فتح الإسلام على الأقل حصيلة ضحايا المعارك في المخيم منذ اندلاعها في 20 مايو الماضي. وأعلن الجيش أنه سيطر على موقع التعاونية وهو آخر موقع لمسلحي فتح الإسلام في المخيم الجديد. وأوضح مصدر عسكري أن الجيش استخدم مروحيات للسيطرة على الموقع بالتزامن مع القصف المدفعي. ووقعت اشتباكات متقطعة صباح اليوم بين الجانبين على الواجهة البحرية الممتدة من المدخل الشمالي للمخيم بينما ترددت أصداء قذائف مدفعية متفرقة. وقد شوهدت آليات الجيش منتشرة على طول الواجهة البحرية. وفي الجنوب ظل الجيش اللبناني وقوة الأممالمتحدة المؤقتة (يونيفيل) في حال استنفار إثر إطلاق صاروخين الأحد من هذه المنطقة على شمال الكيان الصهيوني من دون وقوع إصابات. واتهمت السلطات الصهيونية تنظيما فلسطينيا بإطلاق الصاروخين فيما نفي حزب الله أي صلة له بالحادث. في هذه الأثناء يواصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والوفد المرافق له لقاءاته ومشاوراته مع الفرقاء اللبنانيين في مسعى لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تعصف بلبنان منذ أشهر. واستهل موسى زيارته بلقاء رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط وقال للصحفيين عقب ذلك إن الجامعة العربية ترغب بالمساعدة على إنهاء الأزمة. وشدد على أن اللبنانيين قادرون على تجاوز الصعوبات رغم إقراره بخطورة ما وصفها بالرياح التي تعصف على بلادهم. ومن المقرر أن يلتقي الوفد الذي يضم وزراء ودبلوماسيين كبارا من السعودية وقطر ومصر وتونس اليوم مع الرئيس اللبناني إميل لحود ومسؤولي حزب الله. ويسعى موسى والوفد المرافق لإقناع القادة اللبنانيين بالعودة إلى طاولة الحوار للوصول إلى تسوية للقضايا الخلافية بينهم ولاسيما موضوع حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات الرئاسية وموضوع المحكمة الدولية الخاصة بملاحقة قتلة رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وتأتي الوساطة العربية تنفيذا لقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير الذي عقد في القاهرة.