لقي جندي لبناني ومسعفان مصرعهم فيما أصيب مفاوض فلسطيني أثناء المواجهات المستمرة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بين الجيش اللبناني ومسلحي فتح الإسلام المتحصنين داخل المخيم. وقال مصدر لبناني – بحسب وكالة أسوشيتدبرس - إن جنديا قتل خلال مواجهات أمس الاثنين في المخيم ما يرفع عدد القتلى من الجنود اللبنانيين إلى 58 جنديا منذ اندلاع الاشتباكات 20 مايو الماضي. وأشارت مصادر أخرى إلى مقتل ما بين ثلاثة وأربعة جنود إلا أن تأكيدات على ذلك من مصادر رسمية لم تصدر. وشهدت مواجهات الاثنين مقتل المسعفين في الصليب الأحمر اللبناني هيثم سليمان وبولس معماري وجرح ثالث لأول مرة منذ انفجار الأزمة. وقال ناطق باسم الصليب الأحمر إنه جرى استهداف نقطة تجمع للهيئة المذكورة في منطقة العبدة القريبة من المخيم مرجحا أن يكون ذلك تم بواسطة قذيفة. واتهمت الوكالة الوطنية للأنباء وهي الوكالة الرسمية فتح الإسلام "بتوسيع دائرة" استهدافهم وتوجيه نيرانهم صوب المسعفين. هذا وقد أصيب عضو رابطة علماء فلسطين محمد الحاج الذي يقوم بمهمة الوساطة مع فتح الإسلام خلال زيارته للمخيم برصاصة أصابت ساقه. ورفض رئيس الرابطة الشيخ مصطفى داود تحميل أي جهة مسؤولية إطلاق النار على الحاج. إلا أن أمين سر حركة التحرير الفلسطيني فتح في لبنان سلطان أبو العينين أكد أن مسلحا فلسطينيا غاضبا أطلق النار على سيارة إسعاف تابعة لجمعية إسلامية كانت تقل الشيخ الحاج بعدما رفض إجلاء اثنين من اللاجئين مصابين بجروح. وفي التطورات الميدانية لليوم ال23 لمواجهات نهر البارد استمرت المواجهات العسكرية على أشدها حيث تتركز في محيط مدارس الأونروا من الجهة الغربية ومركز صامد وسط المخيم إلى الجهة الشمالية ومركز التعاونية. وازدادت حدة المواجهات عصرا بعدما استأنف الجيش اللبناني قبيل ظهر أمس قصف مواقع فتح الإسلام في المخيم بالمدفعية الثقيلة. وقطع الجيش – بحسب الجزيرة - الطريق الرئيسية الدولية بين طرابلس والحدود السورية بعد سقوط قذائف هاون أطلقها مسلحو فتح الإسلام من داخل المخيم. وأشارت مصادر رسمية لبنانية إلى أن الجيش تمكن من اقتحام منزل شاكر العبسي الذي يبعد 400 متر عن تخوم المخيم واستولى على "مستندات ووثائق مهمة" قبل تفجيره. وبخصوص نتائج الوساطة التي بدأتها رابطة علماء فلسطين قبل أسبوعين قال رئيسها الشيخ مصطفى داود إن الرابطة تواصل لقاءاتها حاليا مع قيادات فلسطينية ولبنانية، بعدما كان وفد منها التقى قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات العميد الركن جورج خوري ومسؤولين آخرين، بهدف التوافق على المبادرة التي أطلقها اتحاد علماء فلسطين. وأشار إلى أن المبادرة تتركز على ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة ووقف إطلاق النار من أجل تجنيب المدنيين في المخيم الأذى، في حين تصر فتح الإسلام على رفض تسليم أي من عناصرها. وعزا داود هذا الرفض إلى أسباب عقائدية تتعلق بمحاولتهم تجنب ما يعتبرونه التولي يوم الزحف، أي الهرب من المعركة، في الوقت الذي سنسعى لإقناعهم أن ذلك سيكون من قبيل الحفاظ على أرواح المدنيين. وفي تطور آخر بشرق لبنان قالت مصادر أمنية إن قوى الأمن اعتقلت أربعة أشخاص يشتبه بانتمائهم لجماعة إسلامية مسلحة. ويأتي توقيفهم في إطار عملية أمنية في البقاع بعد ما تم القبض الأسبوع الماضي على ثلاثة أعضاء يشتبه بأنهم من القاعدة من جنسيات عربية وبحوزتهم أسلحة ومتفجرات. ومع اعتقالات اليوم يرتفع عدد المعتقلين إلى 13 شخصا اعتقلوا بنفس القضية.