لقي شخصان مصرعهما فيما أصيب ثالث بجروح عند حاجز تفتيش للجيش اللبناني قريب من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. وقال متحدث باسم الجيش إن الجنود اضطروا لإطلاق الرصاص على سيارة بعدما رفض سائقها الامتثال لأوامرهم بتفتيشها. وأوضح المتحدث أن القتيلين هما لبناني يدعى حسن علي كركي وسوري يدعى حمادي حاج أحمد مشيرا إلى أن الجنود اعتقلوا الجريح وشخصا رابعا نزل من السيارة قبيل وصولها إلى حاجز التفتيش. ولم يعرف ما إذا كان لهذا الحادث علاقة بالاشتباكات الدائرة منذ أكثر من أسبوع بين الجنود اللبنانيين وعناصر من جماعة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد شمال البلاد. هذا وقد أحبط الجيش اللبناني – بحسب الجزيرة - تسللا لمقاتلي فتح الإسلام إلى مواقعه بمحيط نهر البارد.فيما قال مصدر عسكري إن اشتباكات مع الجماعة تلت المحاولة. واتهم بيان صادر عن قيادة الجيش عناصر فتح الإسلام بالتمادي عبر استهداف المواقع العسكرية بالنيران وأعمال القنص وإقامة تحصينات جديدة ما استدعى رد الجيش بحزم على مصادر النيران. وأكد البيان تدمير ما وصفها بالتحصينات المستحدثة وإحباط محاولات تسلل وإيقاع إصابات أكيدة في صفوف الجماعة. كما أكد الجيش حرصه الشديد على حياة السكان المدنيين داخل المخيم. وكانت اشتباكات مماثلة وقعت الليلة الماضية واستخدم فيها الجيش المدفعية الثقيلة. وقال المتحدث باسم فتح الإسلام أبو سليم طه إن الجيش قصف المخيم مساء وإن تنظيمه رد لنشعرهم بأننا موجودون. جاءت هذه التطورات قبيل بدء وساطة بين الجيش وفتح الإسلام قام بها ثلاثة علماء من نهر البارد بالتفاهم مع الفصائل الفلسطينية. وقد التقى وفد من رابطة علماء فلسطين يترأسه الشيخ داود مصطفى مع زعيم فتح الإسلام شاكر العبسي ثم مع قيادة القوة العسكرية اللبنانية المتمركزة حول المخيم. وقال عضو الوفد الشيخ محمد الحاج ما زلنا في بداية الطريق لكننا مصرون على الاستمرار وعلى العمل بأسرع ما يمكن. ورفض ذكر أي تفاصيل عن محتوى الوساطة مكتفيا بالقول إنه يجري التركيز على تثبيت وقف إطلاق النار لنستطيع الاستمرار في مسعانا لأننا تعرضنا أمس داخل المخيم لرصاص وقذائف لم نعرف مصدرها. وقال أبو سليم طه إن فتح الإسلام رفضت اقتراحا سابقا بوضع قوة فصل من الفصائل الفلسطينية بينها وبين الجيش. وأوضح الشيخ محمد الحاج أن الوساطة بدأت رسميا أول أمس الأحد مع لقاء وفد الرابطة شاكر العبسي بعدما حصر دورها على موافقة كل الأطراف اللبنانية والفلسطينية وفتح الإسلام. وأكد الحاج أن الحسم العسكري خسارة للجميع وأن السقف عال جدا عند الطرفين (اللبناني وفتح الإسلام) ونسعى لإيجاد نقاط للحلحلة. من جانبه قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي إن الفصائل الفلسطينية لم تتفق حتى الآن على آلية إنهاء ظاهرة فتح الإسلام سلميا نافيا كذلك طرح مسألة تسليمهم. مضيفا أن هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من النقاش. في غضون ذلك انتقد رئيس تيار المردة في لبنان سليمان فرنجية من قال إنهم يريدون توريط الجيش اللبناني في حرب مع المخيمات الفلسطينية. وجدد فرنجية تأييده لمواقف الأمين العام لحزب الله بشأن هذه القضية محذرا من دخول المخيمات لصالح فريق سياسي.