أكد وفد من مجلس الأمن الدولي حصوله على موافقة غير مشروطة من قبل الحكومة السودانية على نشر القوة الدولية المشتركة لحفظ السلام في إقليم دارفور. وقال مندوب جنوب أفريقيا في مجلس الأمن دوميساني كومالو عقب محادثاته مع الرئيس عمر البشير اليوم إن السودان وافق بدون أي شروط على القوة المشتركة وتم تأكيد الموافقة من قبل الرئيس البشير. وأضاف كومالو أن وزير الخارجية السوداني لام أكول أكد له أن بلاده لا تمانع أن تكون القيادة والسيطرة على هذه القوة من مسؤولية الأممالمتحدة. وهذا ما أكد عليه السفير البريطاني في مجلس الأمن أمير جونز باري الذي قال إن الحكومة السودانية وافقت وبدون أي شروط على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وابتعد باري في تصريحاته عن التأكيد على ما إذا كانت الأممالمتحدة هي التي ستقوم بتمويل القوة المشتركة. وقد نفى لام أكول أن تكون موافقةُ السودان على نشْر القوات المشتركة ناجمةً عن ضغوط أمريكية بريطانية مضيفا أن الموافقة السودانية كانت منذ وقتٍ طويلٍ لا كردِّ فعلٍ للعقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على بلاده في الفترة الأخيرة. وفي سياق متصل كشف السفير عبد المحمود عبد الحليم- مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة- عن زيارة وشيكة يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القيام بها للسودان. وأشار عبد الحليم إلى أن الرئيس السوداني أكد حِرْصَ البلاد على تطوير علاقاته مع المنظمة الدولية كما أوضح أن مون أجرى اتصالاً هاتفيًّا مع البشير تناوَلاَ فيه مسارَ عملية السلام في دارفور واتفاق نشر القوات الدولية. وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت موافقتها على المرحلة الثالثة من خطة نشر قوات دولية تابعة للأمم المتحدة لدعم قوات الاتحاد الإفريقي العاملة حاليًا في الإقليم لحفظ السلام، والتي يبلغ عددها 7 آلاف جندي، وتتضمن المرحلة الثالثة نشْرَ ما بين 17 ألفًا و19 ألفًا من رجال الشرطة والجيش الدوليّين، بينما تنص المرحلة الأولى على نشْر خبراء، وتقديم الدعم اللوجيستي لقوات الاتحاد الإفريقي، وقد تم تنفيذها، كما تنص المرحلة الثانية على نشر 4 آلاف جندي ورجل شرطة، وتم تنفيذها. وتأسست تلك الخطة على القرار الدولي 1706 الذي ينص على نشر 21 ألف جندي ورجل شرطة دوليّين، إلا أن القرار اشترط موافقة الحكومة السودانية التي وافقت على نشر القوات، شريطةَ أن تكون غالبيتُها من الدول الإفريقية، وهو الأمر الذي وافقت عليه الأممالمتحدة حتى لا تبدو القوات الدولية على أنها قوةُ احتلالٍ للسودان؛ مما قد يُثير المواطنين السودانيين على الحكومة. من جهتها خففت تشاد على لسان رئيسها إدريس ديبي من حدة معارضتها لنشر قوات دولية على حدودها الشرقية المحاذية لإقليم دارفور. وقال ديبي بعد لقاء جمعه اليوم في العاصمة التشادية نجامينا بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر :نحن لا نمانع من حيث المبدأ نشر هذه القوات لكن لا تزال هناك بعض النقاط التي تجب معالجتها والتوصل إلى اتفاق بشأنها. مضيفا أن الإعلان عن نتائج المناقشات حول هذه القوات سيتم قبل 25 يونيو الجاري. يذكر أن هذا التاريخ هو الموعد الذي حددته فرنسا للعديد من وزراء خارجية الدول المعنية لمناقشة الأوضاع الإنسانية والأمنية في إقليم دارفور.