دعت الأممالمتحدة جميع الأطراف المعنية بأزمة إقليم دارفور إلى احترام تعهداتها بشأن نشر القوة الدولية المختلطة بالإقليم. يأتي ذلك بينما جددت واشنطن من تهديداتها بإبقاء احتمال فرض عقوبات على السودان ما دام لم يسمح عمليا بنشر تلك القوة. ودعا سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن -والذين يقومون بجولة في أفريقيا- الاثنين بأكرا جميع الأطراف المتنازعة في دارفور إلى ترجمة وعودهم إلى أفعال. وقال السفير البريطاني أمير جونز باريس إننا نأمل أن تضع كل الأطراف الإجراءات التي ستقود حقا إلى ما قالت إنها ستفعله. وأضاف أنه على المتمردين مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بالمشاكل في دارفور وعليهم هم أيضا الآن قبول الانضمام إلى عملية السلام والتوافق على اتفاق سلام في دارفور والعمل على أن يوفروا لشعبهم ما يستحقه من أمن وتنمية وتقدم سياسي. وكان وفد من مجلس الأمن الدولي أكد الاثنين حصوله على موافقة غير مشروطة من قبل الحكومة السودانية على نشر القوة الدولية المشتركة لحفظ السلام في الإقليم. وأعلن مندوب جنوب أفريقيا في مجلس الأمن دوميساني كومالو في الخرطوم أن السودان وافق بدون أي شروط على القوة المشتركة وتم تأكيد الموافقة من قبل الرئيس عمر البشير. وأعربت لندن في وقت سابق عن ارتياحها لقبول السودان نشر تلك القوة في دارفور واصفة ذلك بأنه تطور مهم. ودعت وزيرة خارجية بريطانيا مارغريت بيكيت جميع الأطراف في هذا الاتفاق إلى العمل نحو نشر هذه القوة بأسرع وقت ممكن. وفي المقابل هددت الولاياتالمتحدة بإبقاء احتمال فرض عقوبات على السودان ما دامت الخرطوم لم تسمح عمليا بنشر تلك القوة. وقالت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جندايي فرايزر حتى صدور أعمال تجاه دارفور فإن احتمال فرض عقوبات جديدة يبقى قائما. وأضافت أن التهديد بفرض عقوبات من قبل واشنطن لا يتوقف على وعود الرئيس السوداني البشير ولكن على أفعاله. يذكر أن الرئيس السوداني كان قد أعلن رفضه نشر قوات مشتركة من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في إقليم دارفور . وفي سياق متصل أعلنت الخرطوم استعدادها للمشاركة في محادثات سلام بشأن دارفور بوساطة مشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي. وقال وزير الخارجية السوداني لام أكول إن الحكومة مستعدة في أي وقت تريد الفصائل فيه بدء محادثات السلام مشيرا إلى أن المشكلة موجودة عند الطرف الآخر. للإشارة فقد انقسم المتمردون إلى أكثر من 12 مجموعة منذ أن أبرمت الحكومة السودانية اتفاق سلام العام الماضي مع فصيلة من ثلاث فصائل متمردة.