قالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، في تعليق على المقابلتين التلفزيونيتين اللتين اجراهما رئيس الحكومة الصهيونية لشبكتي التلفزة الأمريكيتينCNN و NBC وتم بثهما أمس إن بنيامين نتانياهو تصرف بحكمة للخروج من ورطة ما كان لحكيم أن يقع فيها، في إشارة من مراسل الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يقع في مطب إطلاق تصريحات تزيد من التوتر القائم في العلاقات مع الإدارة الأمريكية على خلفية الملف الإيراني، وتخفيف حدة الانطباع السائد في الولاياتالمتحدة مؤخرا بأن الكيان الصهيوني ترغب بجر الولاياتالمتحدة لحرب لا تريدها الأخيرة من جهة، ومن الانطباع بأن نتنياهو يلعب دورا فاعلا وفظا في الشؤون الداخلية الأمريكية وسير المعركة الانتخابية وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار نتنياهو لعبارة ستة- سبعة شهور في حديثه عن اقتراب إيران من القدرة على تخصيب اليورانيوم بدرجة 90%، جاء لمحاولة لطمس الانطباع بشأن مساعي نتنياهو الضغط على رئيس أمريكي في أوج معركة انتخابية، لا سيما وأن نتنياهو وفق صحيفة "هآرتس" استعمل مفردات وصفتها الصحيفة بانها "أمريكية صرفة" عندما استعار تعبيرا من لعبة كرة القدم الأمريكية، وهو يقول إن إيران وصلت المنطقة الحمراء، ويجب منعها من وصول "الخط الأحمر" حتى لا تسدد هدفا. واضافت أن هذه الاستعارة تعني ، في الخطاب الأمريكي أن هناك متسعا من الوقت، بالرغم من اقتراب إيران من منطقة الخطر، وبالتالي فإن هذا يمنح الإدارة الأمريكية ستة شهور لتحديد خطوط حمراء، بدلا من اضطرارها إلى تحديد هذه الخطوط الحمراء التي كان يطالب نتنياهو إدارة أوباما بإعلانها الآن، أي قبل عدة أسابيع من الانتخابات الأمريكية، وهو ما يشكل خطوة نحو النزول عن السلم الذي اعتلاه نتنياهو وذكرت الصحيفة أن نتنياهو سعى بشكل ملحوظ إلى نفي تهمة تدخله في الانتخابات الأمريكية، وهو ما كان جلب له للكيان انتقادات شديدة، فقد اختار نتنياهو في هذا المضمار القول إن "الجدول الزمني لتقدم المشروع الإيراني" هو ما يوجهه في مواقفه وليس الجدول الزمني والسياسي للانتخابات الأمريكية وأبرزت الصحيفة في هذا السياق الهجوم لشديد الذي شنته الصحافة الأمريكية على الكيان الصهيونى ونتنياهو ليس من باب تدخل نتنياهو في الشؤون الداخلية والمعركة الانتخابية فحسب، ولكن وبالأساس من باب محاولات الكيان الصهيوني جرّ الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى حرب لا تريدها، خاصة في الوقت الذي لا يزال اللوبي الصهيوني واليهودي الأمريكي يحاول التحرر من الانتقادات بأنه جرّ الولاياتالمتحدة إلى الحرب في العراق وقالت صحيفة "هآرتس" في هذا السياق إن نتنياهو حاول توظيف الإنذار الشهير الذي وجهه الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي للاتحاد السوفيتي خلال أزمة الصواريخ مع كوبا عام 1962 لتبرير موقفه، إلا أن نتنياهو نسي الفارق الأساسي بين الحالتين، وفق ما قالت الصحيفة، وهو أنه في العام 1962 في أوج الحرب الباردة كانت السفن السوفيتية في البحر على مسافة قصيرة من الولاياتالمتحدة، وكان هناك خطر حقيقي من تدهور الأزمة إلى حرب نووية حقيقية الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة