اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش عن رغبة بلاده في وجود طويل الاجل للقوات الاميركية في العراق على غرار تمركزها في كوريا الجنوبية لإرساء الاستقرار ولكن ليس للقيام بدور قتالي في الخطوط الامامية. جاء ذلك خلال اجتماع عقده بوش عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائبي الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي والشيعي عادل عبدالمهدي . كما جاء هذا اللقاء في وقت يواجه فيه الرئيس الامريكي ضغوطا لتوجيه الاطراف المتحاربة في العراق الى المصالحة الوطنية - السياسية وضغوطا اخرى لإخراج القوات الاميركية من هناك في ارتفاع عدد قتلى الجيش الاميركي يوما بعد يوم حيث وصل العدد في شهر مايو المنصرم الى 128 جنديا وبذلك يكون مايو الشهر الاكثر دموية بالنسبة للقوات الاميركية منذ معركة الفلوجة في نوفمبر 2004. وصرح البيت الابيض ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تستوحي من وجودها العسكري في كوريا الجنوبية حيث تنشر قوات منذ نحو نصف قرن نموذجا يمكن تطبيقه في العراق. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو للصحافيين ان النموذج الكوري هو نموذج تؤمن من خلاله الولاياتالمتحدة وجودا من اجل الامن ولكنكم رأيتم الديموقراطية تتطور بنجاح منذ سنوات عدة في كوريا الجنوبية وقواعدنا موجودة هناك بصفتها قوة استقرار'، موضحا ان الهدف 'نموذج مهمته تقديم الدعم حصرا. وردا على اسئلة الصحفيين حول ما اذا كان هذا الامر يعني ان الاميركيين سيبقون الى الابد' في العراق قال سنو 'ليس بالضرورة' ان يكون الامر كذلك لأن الحكومة التي تتمتع بالسيادة في كوريا الجنوبية وفي العراق بإمكانها ان تطلب من الاميركيين الرحيل، مستدركا في الوقت نفسه ان 'الوضع في العراق والحرب الاوسع على الارهاب يحتاجان الى وقت طويل لكن ذلك لا يتطلب دائما وجودا على الجبهة الامامية'. وتابع ان الرئيس بوش 'اكد باستمرار ان ما نريده في نهاية المطاف هو نقل المسؤوليات الاساسية الى العراقيين'، مضيفا 'لا نريد ان نرى الولاياتالمتحدة في الخطوط الامامية الى ما لا نهاية'. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض جوردون جوندرو ان بوش حث الزعماء العراقيين خلال محادثاته التلفزيونية المغلقة معهم على احراز تقدم باتجاه انجاز قانون لاقتسام عوائد النفط واصلاحات سياسية، واضاف 'الامر يتعلق بضرورة جمع كل الاطراف في العراق'.