الكشف عن عظام آدمية أثناء (تبليط) عنابر المستشفى.. والإدارة تتكتم إبلاغ النائب العام!! الملف الصحى من أبرز الملفات التى تحتاج إعادة نظر فى ظل ثورة الخامس والعشرين من يناير، إذ يعتبر التأمين الصحى والعلاج المجانى أبسط مطالب المواطن المصرى البسيط . لكن يختلف الوضع فى محافظة الإسكندرية؛ فأصبحت مستشفيات الجامعة ومستشفيات التأمين الصحى مقبرة للأحياء، حيث فوجئ بعض عمال تركيب البلاط أثناء عملهم بمستشفى الميرى بالإسكندرية ببعض عظام مدفونة تحت الأرض بجوار العنابر، مما أصابهم بالرعب والخوف. "جريدة الشعب" التقت عددا من العمال الذين ما زالوا يعانون هول ما شاهدوا، الأمر الذى جعلهم يفقدون الثقة بالعاملين فى المستشفى. فيقول ( م. أ . م) أحد العاملين فى أعمال البناء بالمستشفى: إنه منذ أربع أشهر تعهدت شركة فتح الله بتجديد وترميم أجزاء من مستشفى الميرى الجامعى، كنوع من المشاركة المجتمعية وكما نعلم جميعا أن هذا نوع من تخفيض الأعباء الضريبية على الشركات، وكنت أنا ومجموعة من العمال نحفر لنرفع الردم من جوار بعض العنابر استعدادا لعمل بلاط جديد، وفوجئت بقطعة عظام تشبه عظام الساق، ولم أصدق عينى إلا بسماع صراخ أحد العمال عندما وجد هو الآخر عظام يد بشرية، فأسرعت إلى أحد المسئولين داخل المستشفى أشكو له، وأطلب مقابلة العميد، ولكنى لم أتمكن من مقابلته، وعندما رويت الحكاية لأحد أفراد الأمن قال لى إنه أحيانا يدخل المستشفى أشخاص مصابون فى حوادث الطرق ولا يحملون أى أوراق تحقيق شخصية، وعندما يتوفون كانوا يدفنون داخل المستشفى! ويضيف عامل آخر يدعى (أ .ع . م) عندما وجدنا بعض العظام فى عدة أماكن متفرقة أثناء عملنا، قررنا أن نقوم بإبلاغ الشرطة وعمل محضر بالواقعة إلا أن الظروف الأمنية المتردية فى ذلك الوقت منعتنا من الإبلاغ، وتملكنا الخوف أن يكون مصيرنا هو نفس مصير الموتى المدفونين داخل المستشفى، خصوصا وقد هددنا أحد المتواجدين بالمستشفى أن الادارة تحتمى بعدد من البلطجية الذين يعملون على البوابات. ويضيف ( أ.ع .م ) ليس هذا ما وجدناه فى مستشفى الموت ولكن يوجد بالمناور المجاورة لقسم الباطنة مناظر سيئة للغاية، فالأرض مليئة بقطع القطن ولفافات الشاش الملوثة بالدماء وأكياس نقل الدم الفارغة بعد الاستعمال والمخلفات الخطيرة، فكنا نرى الممرضين وهم يلقون الشاش الملفوف حول أجسام المرضى بقسم الحروق من الشبابيك المطلة على المناور وبها فتات من الجلد المحروق للمرضى.. ليس هذا فحسب؛ فقد ترك أحد زملائنا العمل بسبب القطط المتوحشة، ففى هذه المناور تعيش القطط التى تتغذى على المخلفات الممزوجة بالدم مما جعلها متوحشة وكانت تجرى وراءنا دون خوف، وبالفعل أصيب أحدنا (بعضّة) من إحدى القطط وذهب على أثرها الى الطبيب الذى أعطى له علاجا مكثفا لتلافى ما قد يصيبه من مرض خطير جراء تلك العضة. وعندما ذهبت كاميرا جريدة "الشعب" إلى مستشفى الميرى بالإسكندرية للوقوف على الحقيقة، نجحت فى رصد صور للمناور التى تطل عليها غرف المرضى فى عنابر المخ والأعصاب وعنابر الحروق والباطنة، فوجدت الصرف الصحى يغمر سطح الأرض التى امتلأت بالطحالب الخضراء، بالإضافة الى عدد كبير من السرنجات المستعملة والعديد من أكياس الدم الفارغة، وأكياس صفراء اللون المعرفة باستعمالات النفايات الخطرة . والتقت جريدة "الشعب" بإحدى السيدات والتى كانت تبكى وتنوح مرددة (حسبنا الله ونعم الوكيل)، قالت اسمى سعاد والدة الشاب محمد مصطفى ضحية قسم المنتزه، حيث تعرض ابنى بطلق نارى بالرقبة نتيجة خطأ من جندى كان ينظف سلاحه، فانتقلنا إلى مستشفى الميرى لإسعاف محمد، فأجريت له خمس عمليات، الأولى كانت لاستخراج الرصاصة والعملية الأخرى لترقيع القصبة الهوائية واثناء تواجدنا لمدة شهرين بالمستشفى أصيب محمد بالعديد من الامراض بسبب تلوث الجرح الذى سبب له ضمور بأعصاب السمع ففقد السمع والكلام وحدث له فشل كلوى وجلطة بالذراع وفقد بصر العين اليسرى، وفى العملية السادسة طلب الطبيب أن يخرج محمد من المستشفى، قائلا: المستشفى مليئة بالمكيروبات والفيروسات التى ستجعل الحالة تسوء يوما بعد الآخر، وأكد أن الأطباء بالمستشفى يأخذون تطعيمات وتحصينات حتى يقوا أنفسم من العدوى، ولكنهم رغم ذلك أيضا يصابون بالأمراض نتيجة الفيروسات المختلفة. وأثناء تواجد كاميرا "الشعب" التقت أحد الموظفين الإداريين بالمستشفى -رفض ذكر اسمه- والذى أشار إلى وجود العديد من ملفات الفساد المالى والإدارى داخل المستشفى، وعن التلوث الموجود داخل المستشفى، فيقول: إن منظر المناور سيئ للغاية، ويسبب العديد من الأمراض لنزلاء المستشفى؛ فيوجد كثير من الحشرات التى تستوطن فى هذا المكان مثل الذباب الذى ينقل الميكروبات إلى النزلاء، وسجلت المستشفى العديد من حالات الوفاة بسبب الالتهاب السحائى الذى يسببة تلوث الجروح. وبمواجهة الدكتور أسامة أبوا السعود -مدير عام مستشفى الميرى- أكد "للشعب" أنه لم يتلق أى بلاغات من العمال عن وجود عظام مدفونة تحت الأرض، وعن التهديد الذى تلقاه العمال من أحد أفراد الأمن قال أعتقد أن لا أحد بعد الثورة يستطيع تهديد أى فرد، كما أن بالمستشفى ثلاث مرجعيات كان بوسع كل من يرى مخالفات أن يبلغ بها، أولهم وحدة تأمين المرضى، وثانيا الشرطة، وثالثا إدارة المستشفى، ولم تتلقَ أى من الجهات الثلاث أى بلاغات من هذا النوع، وأعتقد أن هذا كلام مرسل ولا أساس له من الصحة. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة