خلال الجولة التى قمنا بها اليوم لمستشفى حميات دمياط كانت المستشفى على درجة عالية من النظافة والرعاية الطبية المتكاملة ، بدءا من الباب الرئيسى للمستشفى وحتى الطابق الأخير ، ولم يشكو مريض واحد من أى شكوى تكاد تنقص من عمل الطبيب أو مجلس الإدارة . ولم يختلف الوضع كثيرا بمستشفى الأمراض الصدرية عن سابقتها . وعلى الجانب الآخر كانت مستشفى التخصصى بالأعصر مثالا للإهمال الطبى ، حيث تعمل المستشفى بنصف طاقتها تقريبا . وتكررت شكوى المرضى من الممرضات اللاتى لا يهتمين بحالة المريض ، وكذلك سوء حالة النظافة بالمستشفى . تحدثنا إلى شادى صقر 26 سنة فى قسم الجراحة والذى قال : أجريت عملية زائدة دودية منذ يومين ، وفوجئت بأن العامل الذى ينقل القمامة من العنبر إلى خارج المستشفى ، ويقوم بأعمال النظافة ، يقوم أيضا بتغيير ضمادة الجرح للمرضى والكانولا وخلافه ، وحينما سألته عن طبيعة عمله قال كل شئ هنا هو من صميم عملى . وتعجب من المعاملة التى يجدها بالمستشفى والفارق بينها وبين معاملة سجناء طره ، والمخلوع . وقال : كل شئ قبل الثورة أصبح أكثر سوءا بعدها ولم يتغير شئ ، فهل نسى الجميع أننا مواطنون ولنا الحق فى الرعاية الطبية كالمخلوع وحاشيته ؟ وداخل العنبر كان المشهد الغير لائق بحالة المرضى ، حيث الكسور فى بلاطات الأرض ، وعدم النظافة ، وخلو الأسرة من الفراش . إضافة إلى إلقاء النفايات الطبية فى السلة بجوار باب العنبر ، وتناسى ملائكة الرحمة أن المستشفى قد يتردد عليها أطفال ، وكبار ، وخلافه ، قد يصابوا بالأمراض العديدة جراء تلك الفعلة الشنعاء . ومن الجدير بالذكر أن المستشفى بها طابقين خاضعين لأعمال التجديد والصيانة . وفى قسم الجراحة أيضا إلتقينا بأحد المرضى والذى يدعى محمد السيد الغزالى والذى قال : أجريت عملية جراحية عقب حدوث إنفجار بالمعدة والأمعاء ، ولم أجد معاملة طيبة من الممرضات ، ففى اليوم الأول لوجودى هنا قامت إحدى الممرضات بالإشتباك مع زوجتى حينما طالبتها بالإهتمام برعايتى . وإن لم يقم أحد من المرافقين بجلب الممرضة لمتابعة الحالة ، فهى لا تأتى من تلقاء نفسها . وكانت الحالة الأسوأ على الإطلاق فى عنبر السكر المخصص للحريم حينما تحدثنا إلى فاطمة أبو المعاطى البيسى إحدى المرضى بالعنبر 62 سنة والتى قالت : أنا مريضة سكر ولدى جروح متعددة بقدمى وورم ، وأخبرنى الطبيب أن هناك جلطة بالقدم . وليس لدى من يهتم بى ، فكل واحد من أبنائى لديه عمله الخاص وحياته ، ووجدت الطبيب يطالبنى اليوم بالخروج لأن العنبر ملوث وحجته أنه يخضى أن يصاب الجرح بالتلوث . ولكن ليس لدى من يتابع علاجى . وبجوار سور المستشفيات وجدنا الباعة الجائلين الذين إتخذوا من أرصفة المستشفيات مستقرا لهم ، وتنوعت البضائع والمشتروات حتى المصنوعات الجلدية والأحذية تباع على الأرصفة ، والأطباق والعصائر وخلافه . ومع توالى الحملات الأمنية والمرافق والإشغالات ، ظل الوضع كما هو عليه بجوار سور المستشفيات الثلاثة .