يطالب رئيس جهاز المخابرات الباكستاني -خلال زيارته واشنطن هذا الأسبوع- بوضع حد للهجمات التي تشنها طائرات أميركية بدون طيار بالمناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان، وسيحث على تبادل التكنولوجيا والمعلومات الاستخباراتية وفق ما كشفه أمس وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك. لكن من غير المتوقع أن يلقى طلب إسلام آباد لوقف هجمات الطائرات بدون طيار تجاوبا من كبار مسئولي إدارة الرئيس باراك أوباما. ويعد الاجتماع الأول بين الفريق ظهير الإسلام ومدير وكالة المخابرات الامريكية (سي آي أي) ديفد بترايوس منذ أن أصبح مديرا لجهاز المخابرات الباكستاني في مارس، وسيعقب ذوبانا للجليد في العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة. ورغم تحسن العلاقات فإن باكستان لا تزال تصر على ضرورة أن تتوقف الهجمات الأميركية التي تقول إسلام آباد إنها انتهاك لسيادة أراضيها. وأوضح رحمن مالك بمؤتمر صحفي بدبي أنه سيتم خلال الزيارة حث واشنطن على إنهاء هجمات الطائرات بدون طيار، وأضاف أنه إذا كانت واشنطن وإسلام آباد شريكين "فينبغي الجلوس معا وأن تكون لنا إستراتيجية مشتركة، ورغم هذا فإنه في هذه الحرب الإقليمية لا توجد إستراتيجية مشتركة ضد عدو مشترك". ودعا البلدين للوصول إلى "حل وسط"، وهذا يعني تبادل المعلومات الاستخباراتية ومنح باكستان التكنولوجيا التي تساعدها في حربها ضد "الإرهاب"، مشيرا إلى أن واشنطن أعطت بلاده طائرات مقاتلة، وأردف متسائلا "هل أساءت باكستان استعمالها؟". ورفض المسئول الباكستاني إعطاء تفاصيل أخرى، إلا أن باكستان طالبت مرارا واشنطن بتزويدها بطائرات من دون طيار لاستخدامها في المناطق القبلية. ولم تقدم الولاياتالمتحدة أي إشارة على استعدادها لوقف تلك الهجمات، كما أن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى عدم وجود تغيير يذكر بأنشطة الولاياتالمتحدة لمكافحة "الإرهاب" في باكستان والمنطقة. وأكد أحد المسئولين -رفض الكشف عن اسمه- أنه يجب التركيز على القضية الأساسية وهي محاربة تنظيم القاعدة وحلفائه من الجماعات المسلحة "الذين ينتهكون السيادة الباكستانية ويخططون ويشنون هجمات" معتبرا أن الهجمات التي تشن ضدهم في معاقلهم كفيلة بإضعافهم وفرط عقدهم. وأضاف أن مخاوف واشنطن تزداد من الجهود التي تبذلها إسلام آباد في مكافحة شبكة حقاني وحركة طالبان باكستان، وخاصة مع تساهل حكومات الأقاليم بالمناطق القبلية التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة. وختم المسئول بأنه يجب أن يكون هناك نقاش حول كيفية هزيمة "الإرهاب" بالمناطق المضطربة، لافتا إلى أن على السلطات الباكستانية تقديم أفكار عملية حول كيفية التعامل مع المسلحين وخصوصا شبكة حقاني عوضا عن "توجيه الاتهامات". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة