وصل علماء موفدون بالنيابة عن علماء الدين في اليمن إلى صعدة شمال غرب البلاد لمطالبة الحوثيين بإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم للسلطات. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار قوله إن اللجنة المنبثقة عن مؤتمر علماء اليمن وصلت إلى محافظة صعدة لإبلاغ قادة التمرد في بعض مديرياتها بقرارات وتوصيات المؤتمر التي تدعوهم وأتباعهم للعودة إلى جادة الصواب وإلقاء السلاح وترك التمرد والبغي على الأمة وتسليم أنفسهم ومن معهم حقنا للدماء. وكان علماء اليمن وجهوا خلال مؤتمرهم الذي عقد بين يومي 15 و17 مايو الجاري نداء إلى الحوثيين ومنحوهم فيه فرصة أخيرة لإلقاء السلاح وترك التمرد والعودة إلى منازلهم. وأوضح العلماء في ندائهم أنه في حال عدم الاستجابة لهذا النداء فإن الواجب الشرعي يحتم على الدولة قتالهم لكف شرهم واستئصال شأفتهم وفتنتهم. من جهة أخرى اجتمع رئيس الوزراء اليمني علي مجور أمس السبت مع قادة أحزاب اللقاء المشترك إثر دعوتها لوقف المعارك بين الجيش والحوثيين. وقال مجور إن ما يدور في بعض مناطق محافظة صعدة استهداف للجميع وللنظام والشرعية الدستورية وتقويض للنظام الجمهوري والوحدة اليمنية. وفي موضوع ذي صلة أكدت ليبيا دعمها للحكومة اليمنية في مواجهة التمرد الذي تشهده محافظة صعدة. وجاءت هذه التأكيدات في رسالة وجهها الزعيم الليبي معمر القذافي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، حملها أمين الشؤون الخارجية الليبية سليمان الشحومي الذي أوفده القذافي لهذه الغاية. وتأتي هذه التطمينات الليبية بعد استدعاء اليمن سفيريها في ليبيا وإيران للتشاور احتجاجا على دعم مزعوم للدولتين لتمرد الحوثيين في اليمن. وتشهد منطقة صعدة منذ يناير الماضي معارك بين القوات الحكومية والحوثيين الذين يرفضون النظام اليمني الحالي ويدعون إلى إعادة نظام الإمامة الذي أطيح به عام 1962. ويدور التمرد الزيدي -الذي يعرف أيضا باسم تمرد حركة "الشباب المؤمن"- بقيادة الداعية بدر الدين الحوثي ونجليه عبد الملك ويحيى، في المناطق المحيطة بصعدة المتاخمة للسعودية وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة.