وافق السودان وجنوب السودان على مواصلة مفاوضاتهما دون انقطاع ، وذلك بعد أن أعلن جنوب السودان فى وقت سابق تعليق المفاوضات المباشرة بين البلدين بسبب اتهام جوبا للخرطوم بقصف أراضي جنوب السودان وهو ما نفته الخرطوم. وقال فريق الوساطة الأفريقية، حسب ما أوردته وكالة السودان الرسمية للأنباء،" أن طرفي المفاوضات الجارية في مدينة بحر دار الإثيوبية وافقا على مواصلة مفاوضاتهما دون انقطاع وأن يكون ذلك كما حدد مجلس الأمن والسلم الأفريقى فى خارطة الطريق ومجلس الأمن الدولي في قراره 2046 تحت رعاية اللجنة الأفريقية" " وكان جنوب السودان اتهم أمس السبت السودان بقصف أراضيه على طول الحدود المتنازع عليها وعلق المحادثات المباشرة مع الخرطوم بشأن قضايا النفط والامن ولكن الخرطوم نفت الاتهام. وانفصل البلدان سلميا في العام الماضي بمقتضى اتفاقية السلام المبرمة عام 2005 التي أنهت عقودا من الحرب الاهلية. لكن العديد من القضايا مازالت باقية دون حل وكاد البلدان يدخلان حربا شاملة في ابريل نيسان بعد تصاعد الاشتباكات على الحدود. وقال فيليب اقوير المتحدث العسكري باسم جنوب السودان ان طائرات حربية سودانية قصفت منطقة روماكر بولاية شمال بحر الغزال صباح أمس الجمعة. وأضاف "اصيب اثنان باصابات طفيفة. حدث القصف في الساعة الثالثة و25 دقيقة صباحا والناس نيام." وقال جنوب السودان انه سيعلق المحادثات المباشرة المقرر لها غدا الاحد في اديس ابابا. وكانت المفاوضات التي بدأت الاسبوع الماضي انعشت الامال بالتوصل الى حل عن طريق التفاوض لانهاء القتال. وقال عاطف كير المتحدث باسم فريق مفاوضات جنوب السودان "علقنا المحادثات الثنائية المباشرة بسبب عمليات القصف من جانب الخرطوم." وقال ان أي محادثات اخرى في العاصمة الاثيوبية ستجري فقط تحت اشراف لجنة من الاتحاد الافريقي ولن تكون مباشرة. وأضاف "لن نحضر أي محادثات مباشرة بينما يقصفون اراضينا." ونفي السودان ان يكون قصف أراضي جاره الجنوبي قائلا انه استهدف متمردين داخل اراضيه. وقال ان متمردين من حركة العدل والمساواة عبروا الحدود من الجنوب ودخلوا دارفور في غرب السودان. والحركة جزء من تحالف متمردين يريد الاطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير وتقول الخرطوم انه يلقى دعما من جنوب السودان. وتنفي جوبا ذلك. ونقلت وكالة السودان للانباء عن مسؤول في وفد السودان في اديس ابابا قوله ان قوات الجيش السوداني تعاملت معهم داخل الاراضي السودانية وانها لم تنتهك اراضي جنوب السودان. وقالت الوكالة ان السودان مستعد لمواصلة المحادثات المباشرة. والتقي الرئيس السوداني عمر حسن البشير مع نظيره الجنوبي سلفا كير الاسبوع الماضي على هامش قمة الاتحاد الإفريقي وهو أول اجتماع بينهما منذ تفاقم القتال الحدودي في ابريل نيسان. وتواجه الدولتان تهديدا من الاممالمتحدة بفرض عقوبات ما لم يسويا بشكل سلمي خلافات بشان الحدود والنفط والامن في موعد اقصاه الثاني من اغسطس آب. وابدى مجلس الامن بالفعل قلقه لتأجيل المفاوضات. ويتبادل كل من البلدين الاتهامات بدعم متمردي الجانب الاخر وتحتدم الخلافات بينهما بشأن الأموال التي يجب ان يدفعها جنوب السودان رسوما لصادرات النفط عبر خطوط الانابيب في الشمال. وأوقف جنوب السودان انتاج النفط في يناير كانون الثاني وهو ما يعني خسارة 98 في المئة من ايرادات هذه الدولة الوليدة. ويصعب التحقق من مزاعم الجنوب بشأن هذه الهجمات لتعذر دخول المنطقة الحدودية النائية رغم ان مراسلي رويترز شاهدوا من قبل العديد من عمليات القصف لاراضي الجنوب. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة