نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأحد، مقالاً للكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس، إن وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك يعتقد أن مصر والدول المجاورة ستتجه نحو نسخة من "النموذج التركي"، فيما يتعلق بالديمقراطية الإسلامية، مضيفاً أنه يرى أن ذلك قد يبرد علاقاتها بالكيان الصهيوني، غير أنه لم يُخفِ "تفاؤلاً نسبيًا". وقال أجناتيوس، بعد مقابلة عدد من المسئولين الصهاينة في تل أبيب الأسبوع الماضي إن باراك يؤمن بأن الكيان الصهيوني لا يمكن أن ينتظر العاصفة لكي تمر. وأوضح أجناتيوس في مقاله أنه تحدث مع كبار المسئولين في الحكومة الصهيونية، لكنه وصف ما سمعه عن العلاقات مع العرب والكيان الصهيوني بعد الربيع العربي بأنه "تعليقات ليست مشجعة جدا". وذكر أجناتيوس أن خلاصة لقاءاته تؤكد أن المسئولين يعتقدون أن العلاقات مع العرب تسير تدريجياً نحو الأسوأ، ربما لعدة عقود "قبل أن تتأصل الديمقراطية في العالم العربي، وتكون على استعداد لقبول الدولة اليهودية" على قوله، مؤكداً أن التحدي الذي يواجه العدو الصهيوني هو كيفية تجنب إثارة الرأي العام العربي، وفي نفس الوقت حماية نفسه. ونقل أجناتيوس عن مسئول صهيوني بارز، لم يذكر اسمه، قوله إن الكيان الصهيوني لا يزال ضمن التحول التاريخي الضخم في المنطقة، "ولكننا لا نعرف إلى أين سيأخذنا ذلك". واعتبر أجناتيوس أن المشكلة القادمة تتمثل في انتخاب الرئيس الدكتور محمد مرسي، رئيسًا لمصر، مشيراً إلى أن تنصيبه كرئيس جديد لمصر دفع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى إرسال رسالة مباركة مصحوبة بالقلق العميق، معربًا عن أمله في أن تقوم العلاقات المصرية الصهيونية على المصلحة المتبادلة. ورأى أجناتيوس أن نتنياهو يخشى تآكل في العلاقات مع مصر على مر الزمن، ويريد أن يبطئ هذه العملية، كلما كان ذلك ممكنا، والاستعداد لحدوث لمشاكل محتملة، واصفاً الأمر بأنه بمثابة وضع "مصدات للرياح قبل العاصفة". ويرى أجناتيوس أن القادة الصهاينة يشكلون علاقات صداقة جديدة ومفيدة مؤخراً، لكن ذلك الأمر لن يغير من التهديد الأساسي الذي تشكله الصحوة العربية، في معظم البلدان، بجانب تمكين الجماعات الإسلامية المتشددة. وتابع: "داخل الحكومة هناك مجموعة من الآراء حول مدى سوء المستقبل، لكن لا أحد يستخدم عبارة (الربيع العربي) التي كانت شائعة في الغرب". وأكد أن هناك "نظرة قاتمة" من قبل بعض المسئولين، الذين يعلمون عن العالم العربي بشكل أعمق، موضحاً أنهم يعتقدون أن الرئيس مرسي وقادة جماعة الإخوان المسلمين سيحاولون التعزيز من قوتهم خلال السنوات المقبلة على الأقل، وإن أظهروا بعض التعاون. وأضاف أجناتيوس أنه في صميم أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين يوجد رفض للكيان الصهيوني، وأي تسوية معه ستكون مجرد تحركات التكتيكية، وليست سلاماً حقيقاً. الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة