يجري الرئيس السوداني عمر البشير اليوم مباحثات في القاهرة مع نظيره المصري حسني مبارك تتركز على الأوضاع في إقليم دارفور غربي السودان. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إن المحادثات بين الجانبين ستركز على سبل تعاون الخرطوم مع المجتمع الدولي، ومع الأممالمتحدة ومع المحكمة الجنائية الدولية ومع كل من له صلة بتحقيق السلام الشامل في السودان عموما وبدارفور بشكل خاص. وأضاف عواد أن الرئيس البشير يعلم أنَّ مصر معنية بتنفيذ اتفاق سلام الجنوب الموقَّع في التاسع من يناير 2005م، كما أن مصر معنيةٌ بالتوصل إلى التسوية اللازمة في دارفور. وتأتي المحادثات أيضا بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة عمر سليمان إلى السودان وبحثا خلالها أيضا أزمة الإقليم. وكان الرئيس السوداني التقى لأول مرة مع زعماء ستة من أحزاب المعارضة بوساطة من هيئة جمع الصف الوطني التي تضم شخصيات وطنية وممثلين عن أحزاب الحكومة والمعارضة برئاسة الرئيس السابق عبد الرحمن سوار الذهب. وضم الاجتماع الذي جرى السبت ضم بالإضافة إلى الرئيس البشير كلا من زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي وزعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي والسكرتير العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد وأحمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي. وغاب عن الاجتماع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت وعلي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية حسب المصادر. وكانت هيئة جمع الصف الوطني بالسودان تكونت بمبادرة من بعض الشخصيات الوطنية غير الحزبية أواخر العام الماضي لبحث كيفية معالجة الأزمة بين الحكومة والمعارضة من جهة ومسلحي إقليم دارفور من جهة أخرى، بهدف حث القوى السياسية السودانية على وحدة الصف بغية تجنيب البلاد ويلات التقسيم والاحتراب. على صعيدٍ آخر مرَّ أمس عامٌ كامل على توقيع اتفاق أبوجا للسلام في دارفور، والذي تمَّ التوقيع عليه في العاصمة النيجيرية بين الحكومة السودانية وجناح الزغاوة من حركة تحرير السودان بزعامة ميني أركوي ميناوي، لكن حتى الآن لم يتم تطبيق اتفاق السلام بالكامل، كما لم تنضمّ إليه بقية فصائل المتمردين التي وحَّدت صفوفها تحت ما يُسمَّى ب"جبهة الخلاص الوطني". وتعتبر الصعوبات التي واجهت قوات الاتحاد الإفريقي بسبب ضعف التمويل أبرز عوامل ضعف الاتفاق وبُطء تنفيذه، وكان ذلك المبرِّر الرئيسي للغرب للضغط على السودان لقبول نقل مهمة حفظ السلام في الإقليم المشتعل إلى الأممالمتحدة. وقد أقر الاتحاد الإفريقي ببطء وتأخير إجراءات تنفيذ بنود اتفاقية أبوجا، وقال الناطق باسم الاتحاد نور الدين المازني: إنَّ هناك عقباتٍ تقف حائلاً دون تحقيق السلام الشامل في الإقليم، وقال لقناة (الجزيرة) الفضائية: إنَّ عدمَ الاستقرار الأمني ورفْضَ الأطراف المتصارعة احترامَ وقف إطلاق النار وإعاقة توصيل مواد الإغاثة الإنسانية بجانب عدم توحيد الحركات المسلَّحة.. هي من العوامل الرئيسية المانعة لإحلال السلم، مضيفًا أنَّ هناك محاولاتٍ لمراجعة ما تحفَّظت عليه فصائل التمرد الرافضة لاتفاق أبوجا، وأشار إلى أنَّ الاتحاد الإفريقي يَعتبر الاتفاق أساسًا متينًا بالرغمِ من ذلك ل"عملية سياسية عادلة".