أعلن السفير سليمان عواد في تصريحات له عقب لقاء الرئيس مبارك والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس حذر خلال اللقاء من عواقب التوجه التصعيدي من جانب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في تعاملها مع السودان بشأن الوضع في إقليم دارفور حيث شدد سيادته علي أنه من شأن هذا التوجه أن يؤدي إلي مزيد من تعقيد الموقف وبما يهدد انهيار جهود المفاوضات السياسية بين حكومة الخرطوم والمتمردين في دارفور من أجل التوصل إلي تسوية الوضع في الإقليم وقال المتحدث إن مصر تتابع هذا الموضوع وتبذل علي الدوام كل جهودها لمساعدة السودان في تجاوز المشكلة مع المحكمة الجنائية الدولية. وكما كان متوقعا اتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو الأرجنتيني، أمس، الرئيس السوداني عمر البشير بأنه الرأس المدبر لحملة إبادة تسعي إلي القضاء علي ثلاث جماعات اثنية في دارفور وطلب رسميا إصدار مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة وزعم أوكامبو أن لديه أدلة قوية تثبت ارتكاب الرئيس السوداني جرائم حرب ضد المدنيين. وبمقتضي هذه الاتهامات يصبح البشير أول زعيم عربي تتم ملاحقته قضائيا خلال وجوده في السلطة والثالث علي مستوي العالم بعد الرئيس الصربي الراحل سلوبودان ميلوسوفيتش ورئيس سيراليون تشارلز تايلور.. كما أن هذا التطور ينذر بإشعال المزيد من المذابح في دارفور ويهدد وحدة التراب السوداني بعدما هدد صراحة مساعد الرئيس السوداني ميني أركو ميناوي بإعلان دولة مستقلة في الإقليم علي غرار ما حدث في الجنوب. وقد انتقد البشير إصدار مذكرة اعتقال ضده وقال إن الهدف منها إلهاء السودان عن خطواته التي انخرط فيها ووصف القرار بأنه "كيدي". وأعربت جماهير ولاية شمال دارفور عن رفضها واستنكارها وشجبها لملاحقة البشير ونظمت مسيرة حاشدة لإعلان دعمها له. وفي القاهرة أعلن السفير سمير حسني مدير إدارة التعاون العربي الإفريقي بجامعة الدول العربية أنه من المرجح عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة علي مستوي وزراء الخارجية يوم السبت القادم لبحث الوضع بين السودان والمحكمة الجنائية.