اختتم المؤتمر الدولي للإعلام العربي والإسلامي، دورته الثالثة والتي عُقدت في العاصمة السورية دمشق، تحت شعار "الإعلام المقاوم ودوره في حماية الأمة"، بحضور حشد من مسؤولي وسائل الإعلام العربية والإسلامية وممثليها، ونخب من المفكرين والباحثين والكتاب والصحفيين من مختلف أنحاء العالم. وأكد المؤتمر في بيانه الختامي التزامه بالقضية الفلسطينية كونها القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، والتزامه أيضاً بدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني والحصار الغربي، مشدداً على ضرورة "تعميق ثقافة المقاومة في وجه ثقافة الهيمنة واستلاب هوية الأمم والشعوب". وشدد المؤتمر على التمسك بالحقوق الثابتة للشعب العربي الفلسطيني، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، مؤكداً على "حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي اقتلعوا منها باعتباره حقا تاريخياً مقدساً غير قابل للتنازل أو التفريط، ورفض جميع محاولات التوطين أو تذويب هويتهم الفلسطينية". وأدان البيان، والذي تلي في مدينة القنيطرة بالجزء المحرر من الجولان، استمرار الحصار المالي والاقتصادي على الشعب الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، وطالب بفضح الانتهاكات الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، مشدداً على إدانته للتمييز العنصري الذي يمارسه الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 و"استهداف رموزه الوطنية وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح والدكتور عزمي بشارة". كما شدّد البيان على "الاتزام بقضية الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الإبطال في سجون العدو (الصهيوني)، وجعلها في مقدمة قضايا الدفاع عن الحرية في وجه الاستبداد والاحتلال". وأوضح المشاركون في بيانهم أنّ المؤتمر عُقد "في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة ومشحونة بالتوترات والأزمات والتغيرات، وفي ظل تنامي دور وسائل الإعلام في كشف الحقائق وصناعة الرأي العام والتأثير على مجريات السياسة الدولية، وبروز دور الإعلام المقاوم في الوقوف بوجه الهجمة الإعلامية المنظمة والمرسومة التي تستهدف الأرض والتاريخ والإنسان في منطقتنا". كما أنّ المؤتمر الذي استمرت أعماله ثلاثة أيام، قد أشاد بالمقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، مؤكداً حق أهالي الجولان السوري المحتل في مقاومة الاحتلال الصهيوني. وأوصى المؤتمر الدولي للإعلام العربي والإسلامي في ختام أعماله باعتبار الأمانة العامة للمؤتمر هيئة تأسيسية، ريثما يتم إعادة تشكيلها ليُناط بها وضع الآليات المناسبة لترجمة التوصيات إلى خطوات عملية، تحقق أهداف المؤتمر وتجعل منه مؤتمراً مستمراً ودائماً لمواكبة الأحداث والتطورات. كما أوصى بإنشاء وكالة أنباء عربية إسلامية تابعة للأمانة العامة للمؤتمر، لمواجهة حملات التشويه والتضليل الإعلامي التي يتعرض لها العرب والمسلمون، وإصدار مجلة فصلية عن المؤتمر تعنى بالقضايا العربية الإسلامية والعالمية، وتشكيل هيئة علمية تقدم المقترحات اللازمة لصدورها باللغات العربية والإنكليزية والأسبانية. ولفت المؤتمرون الانتباه إلى ضرورة تأكيد الإعلام العربي والإسلامي على الثوابت في مسيرة الأمة؛ كوحدتها ووحدة مصالحها ومصيرها وأملها القومي ونبذ الخلافات. ودعا البيان الختامي إلى "تركيز الاهتمام في الخطاب الإعلامي العربي والإسلامي الخارجي على تقديم الصورة الصحيحة عن الأمة العربية والإسلامية، وحضارتها وواقعها المعاصر وقضاياها الأساسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بجوانبها المختلفة"، حاثّاً وسائل الأعلام العربية والإسلامية على الدعم الدائم والمستمر لمقاومة الشعب العربي والشعوب الإسلامية، بينما حذّر بالمقابل من "الأطر الإعلامية التي تحاول بعض وسائل الإعلام الأمريكية والغربية بناءها لدى وسائل إعلامنا"، كما جاء فيه.