أعلن النواب الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي تشبثهم بالعمل من أجل تغيير إستراتيجية الحرب في العراق رغم الفيتو الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد تحديد جدول زمني للانسحاب. وقال زعيم الأكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ردا على خطاب ألقاه بوش فجر الأربعاء إذا ظن الرئيس أنه باستخدام حقه في الفيتو سيمنعنا من العمل على تغيير اتجاه هذه الحرب فإنه يكون مخطئا. من جهتها ذكرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أن الرئيس يريد شيكا على بياض والكونجرس لن يعطيه إياه مؤكدة استبعادها إمكان التوصل إلى تسوية مع بوش لتبني قانون جديد لتمويل الجنود الأميركيين. وكان بوش طالب أعضاء الكونجرس بصياغة مشروع قانون جديد لتمويل قوات بلاده في العراق بسرعة ملوحا باللجوء إلى استخدام وسائل أخرى للتمويل في حال اعترض الديمقراطيون مجددا على المشروع. وقال بوش مبررا استعماله حق الفيتو على الكونجرس أن يوافق على هذا القرار بسرعة لتمويل جنودنا وحذر من أن الجيش سيبحث عن هذه الأموال بطرق أخرى. واعتبر بوش أن تحديد جدول زمني للانسحاب هو تحديد موعد لفشل وأن ذلك سيكون تصرفا غير مسئول. وزعم بوش أن العراق هو الواجهة الأولى في الحرب على ما أسماه بالإرهاب مؤكدا أنه لا يجب أن نسمح للقاعدة بملاجئ آمنة في العراق. وجاء خطاب بوش بعد إعلان اعتراضه بحق النقض (الفيتو) على مشروع قانون أقره الكونجرس يشترط للموافقة على تمويل قوات الاحتلال الأمريكي في العراق انسحابها خلال عام. ويشمل مشروع القانون تخصيص 124 مليار دولار لحربي العراق وأفغانستان, وقد مرر بمجلس النواب بأغلبية 218 صوتا مقابل 208 وامتناع اثنين، وفي الشيوخ بغالبية 51 صوتا مقابل 46. وتعد معركة مشروع قانون تمويل الجنود الأميركيين في العراق أكبر مواجهة بين بوش وخصومه الديمقراطيين الذين يسيطرون على المجلسين منذ يناير الماضي. واختار خصوم بوش الذكرى الرابعة لما يعرف ب"خطاب إنجاز المهمة" الذي ألقاه سنة 2003 معلنا انتهاء العمليات العسكرية في العراق ليرسلوا إليه مشروع القانون. وتعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها بوش الفيتو منذ سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس والثانية منذ توليه فترة الرئاسة الأولى عام 2000، فقد استخدم الرئيس حق النقض في يوليو الماضي عندما رفض تشريعا بشأن أبحاث على خلايا المنشأ البشرية.