واصل النائب العربي المستقيل من الكنيست عزمي بشارة تحدي السلطات الصهيونية التي قالت إنها ستعتقله بمجرد عودته بتهم تتعلق بنقل معلومات إلى حزب الله اللبناني. ومن الناصرة -كبرى المدن العربية داخل الخط الأخضر- جدد بشارة دعوته للنضال من أجل تحقيق الحقوق القومية والمدنية، وذلك في كلمة له عبر الهاتف وجهها للجماهير التي احتشدت لنصرته ورفضا لسياسات الاحتلال تجاه فلسطينيي 48. وأشار بشارة إلى "استحالة إنجاز المساواة المزعومة بين العرب واليهود في الكيان الصهيوني طالما بقيت الصهيونية مهيمنة على صناعة القرار فيها". وفي نبرة اتسمت بالتحدي أوضح بشارة أن ملاحقته هو ورئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح وسائر القيادات الوطنية، تبغي تحقيق الصدمة والترويع تمهيدا لإعادة فلسطينيي 48 إلى القمقم الصهيوني مؤكدا أن الحملة الراهنة ستفشل كما فشلت حملات سابقة. وبحضور قادة الفعاليات الوطنية والإسلامية وآلاف من الفلسطينيين، قال بشارة "ربما يسجنون بعض القيادات لكن ليس بوسعهم اعتقال شعب بأكمله، ولذلك لن نرضخ لهم ونحدد العودة إلى البلاد في الوقت المناسب، وسنعمل على خدمة قضية عرب 48 في كافة المنابر العربية والدولية بعدما همشت قضيتهم". وأكد قادة هذه الفعاليات في كلماتهم على وحدة الموقف والتصدي بشجاعة للحملة ولفتوا إلى أنها تستهدفهم جميعا، في حين أوضح الشيخ رائد أن فلسطينيي 48 باقون في وطنهم حتى لو خيروا بين الموت أو الرحيل. وسعى بشارة خلال مداخلته الهاتفية إلى شرح موقفه من الاستنكاف عن العودة ومواجهة المحكمة الصهيونية، وقال "يريدون محاكمتنا لقيامنا باتصالات هاتفية عادية، أما من قتلوا الأطفال والنساء بالعدوان الأخير على لبنان فيظلون طلقاء". وأضاف "لقد أزعجهم تأييدنا للحق المشروع للمقاومة واستثارهم مشروعنا القومي بالتواصل مع أمتنا، فحولوه إلى قضية أمنية ونحن أبعد الناس عن معلومات سرية وعن تهم أمنية ولم نستخدم مسدسا بل بالقلم والثقافة والسياسة". كما حمل بشارة على وسائل الإعلام الصهيونية التي تشارك بالتهويش والتحريض على العرب، وقال "خلال العدوان على لبنان أبدت الصحافة العربية تعددية كبيرة بخلاف الصحافة الصهيونية التي أجمعت بالتطبيل والتزمير للحرب وهي تتحمل مسؤولية سفك الدماء فيها".