قدم زعيم التجمع الديمقراطي الوطني النائب العربي عزمي بشارة استقالته من الكنيست الصهيوني وذلك في مقر السفارة الصهيونية بالقاهرة. وقال بشارة إنه توجه إلى السفارة الصهيونية اليوم الأحد وقدم استقالته للسفير بحضور القنصل مشيرا إلى أن القانون الصهيوني يقتضي أن تقدم الاستقالة إما في مبنى الكنيست أو في إحدى السفارات الصهيونية في العالم. ونوه النائب المستقيل – بحسب الجزيرة - إلى أنه اتخذ قرار الاستقالة منذ سبتمبر الماضي، بعد أن تبين له أن البقاء في الكنيست لم يعد مجديا في ظل الجوقة اليمينية الصهيونية التي تحكم سيطرتها على الكنيست. وأكد بشارة أن قراره البقاء خارج الكيان الصهيوني هو لفترة زمنية محدودة وأنه سيعود إلى هناك حيث موطنه ومسقط رأسه بمجرد الانتهاء من الارتباطات التي تربطه بالعديد من المؤسسات والمنظمات العربية المعنية بالعمل القومي وبحقوق الشعب الفلسطيني. وقال بشارة إنه لو اختار العودة حاليا إلى الكيان الصهيوني فإنه لن يتمكن من مغادرتها قبل سنتين أو ثلاثا على أبعد تقدير، في ظل "الهجمة الشرسة" التي يتعرض لها هناك من أجهزة الدولة ومؤسسات سياسية وإعلامية، الأمر الذي لن يمكنه من ترتيب أعماله الكثيرة في الخارج. وأشار إلى أنه يتعرض لهذه الهجمة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية، مشيرا إلى أن الاتهامات الموجهة إليه تتعلق بارتباطاته واتصالاته مع عدد من الدول والأطراف العربية بغرض دعم حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والإنسانية. وقال إن من التهم التي توجهها له الحكومة الصهيونية الاتصال "بالأعداء"، على اعتبار أن الكيان الصهيوني في حالة حرب مع بعض الدول العربية. يذكر أن الكنيست استجوب بشارة العام الماضي بعد زيارة قام بها لكل من سوريا ولبنان. وأكد بشارة أنه لا يخشى مواجهة هذه التهم، لكنه يريد أن يفرض هو شروط اللعبة لا أن تفرض عليه، موضحا أنه لو قرر العودة حاليا فسيكون أمام خيارين إما إنكار علاقاته ونشاطاته مع الجهات العربية وهو الأمر الذي يرفضه على حد تأكيده، أو الإقرار بهذه التهم، وفي هذه الحالة سيورط حركته والعديد من الأشخاص ويدفع بهم لمواجهة تهما شبيهة. وحسب بشارة فإنه باستقالته من الكنيست حاليا فإن الباب أصبح مفتوحا أمام التجمع الديمقراطي الوطني لترشيح بديل عنه لهذا المنصب، مؤكدا أنه شخصيا استنفذ كل إمكانياته وطاقاته كعضو في الكنيست. وقال إنه سيبحث موضوع إقامته في الفترة المقبلة مع بعض الأطراف العربية، وذلك على أساس المكان الأفضل الذي يتمكن من خلال وجوده فيه من القيام بدوره العربي والقومي بالشكل المرضي، مستبعدا بذلك أي احتمالات لاعتزال العمل السياسي، ومشيرا إلى أنه مارس السياسية منذ صغره وأن وجوده بالكنيست لم يكن إلا جزءا من حياته السياسية الحافلة.