بعد اجتماع عقده مع الرئيس الامريكي جورج بوش توجه رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي إلى الشرق الاوسط في زيارة تهدف لتعزيز صورة طوكيو بالمنطقة وضمان امدادات مستقرة من الطاقة. وتشعر اليابان منذ فترة بعيدة بأن لها دورا خاصا للقيام به في الشرق الاوسط لانها لاتحمل الكثير من الخلفيات السياسية التي لدى الولاياتالمتحدة مما يتيح لها علاقات اكثر دفئا مع الدول العربية اضافة الى دور كوسيط بين الكيان الصهيونى والفلسطينيين. وفي ضوء احتدام المنافسة على الموارد الطبيعية جراء النمو الاقتصادي لكل من الصين والهند قررت طوكيو السعي لتعزيز دورها في المنطقة التي تحصل منها على كل حاجاتها من النفط الخام تقريبا. وستكون المحطة الاولى لابي في جولته المملكة السعودية اكبر منتج للنفط في العالم والتي اضطلعت مؤخرا ايضا بدور اكبر في مساعي احلال السلام بمنطقة الشرق الاوسط. وصرح وزير الخارجية الياباني تارو اسو اوائل العام الحالي بأنه يتعين على طوكيو تعزيز وجودها في الشرق الاوسط لأن الطلب المتزايد على الطاقة من الصين والهند سيجعل سوق النفط سوقا للبائع بدرجة اكبر مما كان عليه. وقال مسؤولون قبل رحلة ابي إن طوكيو تهدف الى توسيع مشاركتها بالمنطقة لتشمل الاستثمارات غير النفطية والتنمية البشرية بدافع القلق من ان تزايد الاعتماد على صناعة النفط بين دول الخليج يمكن ان يؤدي الى عدم استقرار. وسيرافق ابي وفد يضم 137 من كبار رجال الاعمال اليابانيين اثناء زيارته للمنطقة. وعلى رأس الوفد فوجيو ميتاراي رئيس اتحاد الاعمال الياباني. وقال مسؤولون تجاريون هذا الاسبوع ان اليابان تهدف الى ابرام اتفاقية تجارة حرة مع ست من دول الشرق الاوسط المنتجة للنفط بحلول 2008 بما في ذلك السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. ويقول محللون ان اتجاه اليابان نحو المنطقة يعود في جانب منه الى رغبة طوكيو في تحسين صورتها التي اهتزت في عيون بعض الدول العربية بعد ارسال اليابان جنودا للعراق في مهمة اعادة اعمار دعما للولايات المتحدة. وسحبت اليابان جنودها البالغ عددهم نحو 600 من العراق العام الماضي بعد انتهاء مهمة غير قتالية استمرت اكثر من عامين. ولايزال يوجد نحو 200 من افراد القوات الجوية اليابانية في الكويت حيث يشاركون في نقل الامدادات للجيش الامريكي بالعراق. وتم تمديد المهمة مؤخرا لعامين اضافيين. ومن المقرر ان يزور ابي قاعدة جوية بالكويت لتوجيه الشكر للجنود. وتشمل جولته ايضا توقفا في الامارات وقطر ومصر قبل ان يعود لليابان في الثاني من مايو.