اتهمت "بعثة الأممالمتحدة للمساعدة في العراق"، حكومة نوري المالكي بإخفاء أرقام وإحصاءات وأعداد القتلى جراء العنف في العراق. وقالت البعثة في تقرير لها صدر الأربعاء (25/4)، إنّ تقريرها سيكون خالياً من أعداد القتلى والوفيات جراء العنف في العراق، بعد أن قررت الحكومة العراقية "عدم إتاحة هذه المعلومات لبعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق. وهذا الأمر يدعو للأسف، لأنَّ تقارير البعثة تُعتَبر مصدراً موثوقاً فيما يتعلق بمستجدات حالة حقوق الإنسان في العراق. وستواصل البعثة مخاطبة السلطات العراقية وحثّها على استئناف تزويدها بالمعلومات الضرورية من وزارة الصحة ومعهد الطب العدلي". وكانت الحكومة العراقية قد اتهمت قبل ثلاثة أشهر، بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق بالمبالغة في إيراد أرقام ضحايا العنف المتفجر في العراق، كما اتهمتها بأنها لا تعتمد على الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة في العراق. وأكد التقرير أنّ انتهاكات حقوق الانسان في العراق والتي ترتكبها ما وصفتها ب"الجماعات المتمردة والجماعات المسلحة"، مازالت مستمرة، في وقت أشار فيه التقرير إلى ما سبق وأن أكدته تقارير سابقة عن وجود تعاون بين الميليشيات المسلحة والقوات الحكومية العراقية، بالإضافة إلى انتهاكات حقوق الانسان المتكررة من قبل تلك القوات الحكومية خلال تطبيق "الخطة الأمنية" التي بدأتها الحكومة العراقية قبل أكثر من شهرين، مؤكداً أنه وعلى الرغم من تأكيدات رئيس الحكومة العراقية وكافة المسؤولين بمراعاة حقوق الانسان؛ إلاّ أنّ العديد من الشكاوى مازالت تصل عن تلك الانتهاكات. كما أشار التقرير إلى ارتفاع وتيرة العنف في مدن جنوب العراق التي غالباً ما كانت توسم بأنها مدن هادئة، مشيراً في هذا الصدد إلى عمليات استهداف أعضاء سابقين في حزب البعث، وعمليات استهداف لموظفين في دائرة الكهرباء بمدينة البصرة، قال التقرير إنهم خُطفوا من قبل ميليشيات جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري. وبيّن التقرير أنه وعلى الرغم من تصريحات الحكومة العراقية بأنّ الخطة الأمنية الجديدة نجحت في خفض وتيرة العنف، إلا أن الملاحظ أن الجثث المجهولة الهوية مازال يعثر عليها وخاصة في بغداد، مبينة أنه تم العثور على خمسين جثة مجهولة الهوية في يوم واحد مطلع شهر يناير الماضي. وأشار التقرير إلى أنه تلقى إحصائية من وزارة التعليم العالي في العراق تفيد بمقتل مائتي أكاديمي منذ بداية احتلال العراق، بالإضافة إلى اعتقال مائة وخمسين آخرين من قبل القوات الأمريكية والعراقية.