قامت الشرطة التركية اليوم الخميس باعتقال نائب رئيس الأركان السابق الجنرال المتقاعد جيفيك بير، الذي يشتبه بأنه مهندس الانقلاب الذي يعرف ب"ملف 28 شباط" حين أجبر الجيش التركي في 28 فبراير 1997 الحكومة الائتلافية بزعامة رئيس حزب الرفاه الإسلامي نجم الدين أربكان على الاستقالة. وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية فقد داهمت الشرطة صباح اليوم 30 موقعًا في أنقرة وإسطنبول بينها منزل بير كجزء من التحقيق في "ملف 28 فبراير 1997"، قبل أن تعتقل هذا الأخير. وبين المواقع التي داهمتها الشرطة منازل قادة عسكريين سابقين يشتبه بضلوعهم في "الانقلاب الناعم" بينهم جنرالين متقاعدين، وفقًا ليونايتد برس إنترناشونال. وتحقق الشرطة في نشاطات الجنرالات في ذلك الوقت بينهم رئيس الأركان آنذاك الجنرال إسماعيل كاراداي، والأمين العام لمجلس الأمن القومي الجنرال تونجر كيلينج، وقائد القوات البرية الجنرال إردال سيلان أوغلو. يشار إلى أن المحكمة ال12 الجنائية العليا في أنقرة وافقت في يناير الماضي على إنزال عقوبة السجن المؤبد لقائدي انقلاب عام 1980 الجنرال كنعان إيفرين (94 عامًا) والجنرال تحسين شاهينكايا (86 عامًا). وكانت التعديلات الدستورية التي أقرت في استفتاء بالعام 2010 بدعم من حكومة رجب طيب أردوغان مهدت الطريق أمام مقاضاة المسئولين عن الانقلاب الذي جرى في 12 سبتمبر 1980. وكان الدستور التركي عام 1982 يتضمن مادة توفر حصانة لكنعان ايفرين وشركائه بالانقلاب وتحول دون مقاضاتهم. وأطاح العسكريون بحكومات منتخبة ثلاث مرات في 1960 و1971 و1980 في تركيا بحجة وفائهم لمهمتهم المتمثلة في حماية المبادئ التي أرساها مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. كما طرد العسكريون الذين يعتبرون أنفسهم حماة المبادئ العلمانية في الدولة حكومة إسلامية من السلطة في 1997، وكان انقلاب الثاني عشر من سبتمبر 1980 الأكثر دموية، اعتقل خلاله مئات الآلاف من الأشخاص، وحوكم حوالي 250 ألفًا آخرين، وأعدم خمسون معتقلاً ومئات العشرات من الآخرين تحت التعذيب في السجون. وبرر العسكريون تدخلهم بأن تركيا كانت على حافة حرب أهلية وتشهد يوميًّا مواجهات بين مجموعات متطرفة من اليسار واليمين على حد سواء، مع الشرطة أو بينها. وقال إيفرين قبل توجيه التهمة إليه العام الماضي: "أفضِّل الانتحار على محاكمتي".