كشفت وثائق مسربة عن موقع "ويكيليكس" أن جهات صهيونية أكدت أنها اعتمدت على مرشح الرئاسة بمصر عمر سليمان، خلال العدوان الصهيوني المدمّر على غزة أواخر عام 2008 من خلال المعلومات الاستخباراتية التي كان سليمان يمدهم بها خاصة الإحداثيات الجغرافية التي تساعد في استهداف عناصر المقاومة. وجاء في الوثائق أن سليمان النائب المخلوع ، اقترح ذات مرة دخول القوات الصهيونية إلى مصر وأكد أنها ستكون موضع ترحيب، كما سيسمح لها بممارسة جهودها لوقف تهريب السلاح إلى حماس في غزة، هذا بالإضافة إلى أنه قادر على كبح جماح الإسلاميين. ونشرت صحيفة "هفنجتون بوست" أن تسريبات كشفت أن سليمان كان يتحدث إلى الحكومة الصهيونية بشكل يومي طوال فترة عمله، وكان له دور كبير في السيطرة على نشاط حركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ووفق الملفات السرية المسربة من موقع ويكيليكس قالت جهات صهيونية: "فاز سليمان بتأييد هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، لقيادة الانتقال إلى الديمقراطية بعد المظاهرات التي دعت المخلوع إلى التنحى". وأضافت الوثائق: "تحدث ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء، إلى سليمان وحثه على اتخاذ خطوات جريئة وذات مصداقية لتظهر مصر أمام العالم بأنها على وشك الدخول إلى مرحلة انتقالية". وأوضحت الصحيفة أن البرقيات المسربة عن السفارات الأمريكية في القاهرة وتل أبيب تكشف عن التعاون الوثيق بين سليمان والولايات المتحدة والحكومات الصهيونية. وتؤكد الوثائق المسربة إلى الصحيفة أن سليمان كان يعمل دائمًا على أن تظل حركة حماس معزولة وأن يظل الفلسطينيون في غزة جوعى على ألا يموتوا من الجوع. ويقول "ديفيد هاتشام" أحد كبار مستشاري وزارة الحرب الصهيونية، في تقريره إلى السفارة الأمريكية في تل أبيب أثناء زيارته للقاهرة في وفد برئاسة وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك: إنه أعجب جدا بطريقة تفكير عمر سليمان، كما عبر عن صدمته عندما قابل مبارك الذي أصبح عجوزا لا يستطيع الكلام، بحسب الوثائق . وأضاف "هاتشام": "أرشح سليمان لخلافة مبارك على الأقل إذا مات مبارك أو أصبح عاجزا وقد كلفنا سفارتنا في القاهرة بوضع سيناريوهات الخلافة المصرية، ولكن ليس هناك شك أن الكيان الصهيوني ترتاح جدا إلى سيناريو تولى عمر سليمان".