تقاسمت 14 دولة جوائز مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال، الذي اختتم فعالياته الجمعة بدار الأوبرا المصرية، وفاز الفيلم السويدي "أقوى ألف مرة" بالجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وعادت الجائزة الفضية للفيلم الهولندي "أقوى رجل في هولندا"، والبرونزية للهندي "أنا كلام". وفاز الفيلم الكوبي "محطة هافانا" بجائزة التحكيم الخاصة. وشهدت فعاليات المهرجان تنافسا بين عدد كبير من الأفلام في مختلف المسابقات، توزعت بين 21فيلما في مسابقة الأفلام الروائية و54 فيلما في مسابقة أفلام الرسوم المتحركة، بينما تنافس عشرون فيلما على جوائز مسابقة الأفلام التسجيلية. ومع تنوع الأفلام المشاركة، واختلاف جنسيات صانعيها تعددت مواضيعها وتوزعت الجوائز على عدد كبير منها. ففي مسابقة أفلام "من طفل لطفل"، فاز الفيلم الفرنسي "بذور الأمل" بالجائزة الذهبية، والهندي "أبي" بالفضية، والمصري "إيدي على إيدك نعمل حاجة" بالبرونزية. وفي مسابقة أفلام الرسوم المتحركة حصل الفيلم التشيكي "كوكي" على الجائزة الذهبية، وحجبت الجائزة الثانية والثالثة. وفاز الفيلم الأسترالي "الشيء المفقود" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، والفيلم الصيني "أسطورة الأرنب" بجائزة الأطفال للرسوم المتحركة. وفاز الفيلم الأردني "مفقود" بجائزة الأطفال. وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة حصل الفيلم الكندي "حادث قيادة" على الجائزة الذهبية، والمصري "لعبة البيت" على الفضية، وتوج فيلم "فتاة الكبريت الصغيرة" بالبرونزية، والهولندي "بتووسكي" بجائزة لجنة التحكيم. وضمن مسابقة الأفلام التسجيلية، حصل الفيلم المجري "الدوامة" على الجائزة الذهبية، بينما ذهبت الجائزة الفضية للفيلم اليوناني "كيف حالك"، وحصل الفيلم اليوناني "اللعبة لا بد أن تستمر" على الجائزة البرونزية. وفاز الفيلم الأميركي "كلاب الشوارع" بجائزة الأطفال، في حين حصل الفيلم التونسي "كتب الأمة" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة واعتبر مدير المهرجان وليد كمال أن هذه الدورة حققت نجاحا كبيرا، مؤكدا حرصه على استقطاب طلاب المدارس الحكومية من مختلف الطبقات. وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى نجاح رسالة المهرجان بضرورة تفهم الكبار لمتطلبات الصغار في ظل المتغيرات المتسارعة، والخروج عن القوالب الجامدة القاتلة للإبداع. وعن المشاركة العربية لفت كمال إلى أنها "ليست قليلة، ولكنها ليست متنوعة أيضا، حيث ما زالت تهتم أكثر بأفلام التحريك ولم تصنع فيلما روائيا، وهذا عيب متكرر بكل الدورات". ومن جهته أبدى الناقد السينمائي طارق الشناوي سعادته بمستوى الأفلام المشاركة، مؤكدا أنها "جيدة جدا، ولكن المشكلة أن المهرجان لم ينجح في تسويقها للجمهور، وللأسف يظل الإقبال الجماهيري على فعاليات المهرجان هذه الدورة ضعيفا ويعاني مثل مهرجانات الكبار". ولفت الشناوي -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن عرض الافتتاح "كان طويلا جدا ومملا بالنسبة للطفل، بينما كان من الأفضل أن يتضمن روح البهجة والمرح باختصار". وطالب القائمين على المهرجان "بوضع خطة لغرس عادة الذهاب لمشاهدة الأفلام بدور العرض، والعمل على وصول الفيلم للشريحة التي تستحقه". بدورها كشفت الباحثة بشؤون الطفل هالة الشاروني للجزيرة نت أن المهرجان، برغم إهداء دورته لشهداء الثورة فإنه لم يناقش بعض الآثار السلبية للحالة المصرية المتعلقة بتداعيات الثورة، ومنها معايشة الأطفال لأجواء سلبية ومؤلمة، مثل الانفلات الأمني وزيادة معدلات العنف يوميا. وفي حفل ختام المهرجان أشارت الإذاعية فضيلة توفيق إلى أن الأفلام المشاركة تتضمن الترفيه والمرح والبهجة بدون عنف أو فوضى، مع الالتزام بالضوابط الأخلاقية، لأن الطفل يقلد النماذج السلبية. ولفتت عضو لجنة تحكيم مسابقة "من طفل لطفل" الفنانة عزة لبيب إلى أهمية هذه المسابقة المتميزة، حيث يصنع الأطفال أنفسهم فكرة الفيلم وينفذونها كاملة، وتعكس ما يدور بأذهانهم. وأشادت لبيب في حديثها مع الجزيرة نت بمشاركة ثمانية أفلام مصرية بالمسابقة، منها عمل بعنوان "ما تخافش" عن كسر حاجز الخوف تدريجيا، بلغة بسيطة وتلقائية، ومدته دقيقة ونصف. يذكر أن المهرجان -الذي ينظمه لأول مرة المركز القومي المصري لثقافة الطفل- شهد مشاركة 68 دولة عربية وأجنبية بعدد أفلام تجاوز 350 فيلما.