لقي سبعة عشر جنديا سودانيا مصرعهم فيما أصيب اربعون آخرون خلال تصديهم للقوات التشادية التي اقتحمت الأراضي السودانية . واعترفت تشاد بدخول قواتها فعلا لمناطق حدودية سودانية بدعوى تعقب متمردين لكن قواتها اصطدمت بالقوات السودانية مما أدى إلى سقوط زهاء ثلاثين قتيلا من الجانبين. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد عثمان محمد الأغبش إن قوات تشادية كبيرة بسبع مدرعات و140 عربة مسلحة توغلت داخل الأراضي السودانية صباح أمس في منطقة فور برنقة الحدودية الواقعة قرب الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. واعتبر المتحدث الهجوم غير مبرر وغير مشروع مجددا دعوة السودان إلى نشر قوات مشتركة على امتداد الحدود بين البلدين لمراقبة الأوضاع. وأشار الأغبش إلى مقتل ضابط سوداني و16 جنديا خلال التصدي للهجوم الذي خلف أيضا خسائر كبيرة في صفوف المدنيين يجري حصرها. وتوعد البيان برد قوي وحاسم وبكل الوسائل المشروعة على الاعتداءات التشادية. وعلى الجانب التشادي اعترف في نجامينا - بحسب وكالة الصحافة الفرنسية - بعبور الجيش التشادي الحدود مع السودان لملاحقة متمردين من حركة الوفاق الوطني، إثر معارك مع المتمردين وقعت صباح الاثنين على الجانب التشادي من الحدود في منطقة أمدجريما. وأشار المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إلى أن القوات التشادية اصطدمت مع جنود سودانيين، ما أسفر عن سقوط زهاء 30 قتيلا من الجانبين قبل أن يعود الجنود التشاديون إلى بلادهم. يأتي هذا التطور بعد إعلان تشاد مقتل ثمانية من جنودها وعدد من المتمردين في اشتباكاتهم مع الجيش التشادي عند الحدود السودانية التشادية. وقال وزير الإعلام التشادي الناطق باسم الحكومة حور مجدي موسى دومغور إن القوات الحكومية صدت هجوما من قرابة 200 آلية عسكرية قرب قرية أمدجريما الحدودية شرقي تشاد. وأشار إلى أن المهاجمين تكبدوا خسائر كبيرة بعد تدمير 38 آلية. من ناحية أخرى وافقت الحكومة السودانية على تطبيق المرحلة الثانية من خطة دعم الأممالمتحدة لقوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي المنتشرة في إقليم دارفور غربي السودان. وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي سعيد جنيت إن الخرطوم وافقت أمس الاثنين على المرحلة الثانية من الخطة الأممية بعد أن قدم لها الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة توضيحات على الملاحظات والأسئلة التي تقدمت بها. وأضاف المفوض الأفريقي أن الحكومة السودانية وافقت على كل مضمون المرحلة الثانية باستثناء نقطة لم يشأ تحديدها، مشيرا إلى أن الوفد السوداني سيعطي جوابا حول تلك النقطة في غضون أيام بعد التشاور مع الحكومة. وأكد عضو في وفد الأممالمتحدة أن هذا الاتفاق مهم للغاية لكننا لانزال في منتصف عملية" تعزيز بعثة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في دارفور. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري قد التقى الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم يوم السبت وأكد أن دعم الأممالمتحدة للقوات الأفريقية يجب أن يكون في الجوانب الإدارية والتمويل والدعم اللوجستي والفني. من جهة أخرى تحدث جنيت عن عقد اجتماعات عدة حول دارفور خلال الأسابيع المقبلة ولاسيما في 16 و17 أبريل/نيسان في الأممالمتحدة وفي 28 أبريل في ليبيا. وكان الاتفاق على تعزيز قوة السلام الأفريقية الموقع في 16 نوفمبر الماضي، ينص على نشر قوات سلام دولية على ثلاث مراحل، غير أن الخرطوم تعارض تنفيذ المرحلة الثالثة مطالبة بإبقاء قوة السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي. وتضم قوة السلام الأفريقية حاليا نحو سبعة آلاف عنصر وهي ضعيفة التجهيز وتعرضت لهجمات عدة في دارفور خلال الأسابيع القليلة الماضية