قال ناشطون سوريون إن 42 شخصا قتلوا أمس الثلاثاء برصاص قوات الأمن والجيش معظمهم في مدينة حمص، كما شيع أهالي مضايا بريف دمشق ثمانية أشخاص قالوا إنهم اختطفوا ثم قتلوا على يد أجهزة النظام السوري، في حين أعلن ضابط سوري كبير انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش السوري الحر. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن أحياء عدة في حمص تشهد قصفا متواصلا من الجيش والأمن السوريين، وأفادت أيضا بتعرض مدن وبلدات مختلفة بمحافظة إدلب لقصف مستمر. في المقابل خرجت مظاهرات في مدن وبلدات سورية عدة، أبرزها مظاهرة مسائية في ساحة العباسيين قرب كنسية السيدة في قلب العاصمة دمشق وفي سياق العمليات المستمرة للجيش النظامي، قال عضو تنسيقية حمص عمر التلاوي إن أحياء حمص ومدن الرستن وتلبيسة تُقصف بالهاون والقذائف الصاروخية والمسمارية. وأكد –في حديثه للجزيرة- أن الأمن والشبيحة يسيطرون على المستشفى الحكومي بمدينة حمص ويمنعون المرضى من دخوله (حتى مرضى القلب والأمراض المستعصية) فيما يشبه العقاب الجماعي لأهالي المحافظة. وبحسب الهيئة العامة فإن عائلة بمدينة الحراك في محافظة درعا قُتلت برصاص الجيش النظامي خلال العمليات العسكرية المتواصلة في المحافظة. وعلى صعيد مواز، أعلن العقيد الركن عدنان قاسم فرزات انشقاقه عن الجيش، وقال إنه انضم لقوات المعارضة اعتراضا على "قصف بلدته الرستن بالمدفعية"، وذلك ضمن حملة القمع التي تواجهها الثورة السورية المطالبة بإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد. وقال في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب أمس الثلاثاء، إنه يعلن انشقاقه عن الجيش بسبب القصف المدفعي الكثيف للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مؤكدا أن "هذا ليس من أخلاق الجيش السوري". وأضاف فرزات، الذي يعتقد أنه في منتصف الخمسينيات من العمر، "أنا العقيد ركن عدنان قاسم فرزات من مرتبات قيادة المنطقة الوسطى من أهالي مدينة الرستن، أعلن انشقاقي عن الجيش السوري وانضمامي إلى الجيش السوري العربي الحر". ويُعتقد أن الجيش السوري الحر يضم ما بين 15 و20 ألفا من الجنود المنشقين ويقوده العقيد رياض الأسعد والعميد الركن مصطفى الشيخ اللذان يعملان من جنوب تركيا. وفي ريف دمشق شيع أهالي مضايا ثمانية أشخاص، قال الناشطون السوريون إن أجهزة النظام السوري اختطفتهم وقتلتهم. وأظهرت صور بثت على الإنترنت آلاف المشيعين وهم يجوبون شوارع المدينة حاملين نعوش قتلاهم وأعلام الثورة السورية مطالبين بإسقاط نظام الأسد. بدوره أعلن المتحدث باسم مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان روبرت كولفيل أن الأممالمتحدة لديها لقطات مصورة مشابهة لتسجيل فيديو بثته القناة الرابعة البريطانية يظهر من يفترض أنهم مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب في مستشفى. وأضاف المتحدث باسم مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في مؤتمر صحفي "الصور صادمة في الحقيقة، وربما تكون نفس اللقطات التي أرسلت للجنة التحقيق بشأن سوريا". ويظهر الفيديو المصور سرّا مرضى سوريين يتعرضون للتعذيب على يد طاقم طبي في مستشفى حكومي في حمص، وتتضح صور لرجال جرحى معصوبة عيونهم ومقيدين في أسرة وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد الأجنحة وتتبين على بعض المرضى دلائل على تعرضهم لضرب مبرح.