يعتزم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يلتقي اليوم الأربعاء الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد قبيل افتتاح القمة العربية حيث يعتزم الطرفان مناقشة إعادة تفعيل ما يمسى بالمبادرة العربية للسلام مع الكيان الصهيوني . وقالت مصادر سعودية – بحسب الجزيرة - إنّ لقاءً سيجمع العاهل السعودي الملك "عبد الله بن عبد العزيز" والرئيسيْن المصري "حسني مبارك" والسوري "بشار الأسد" سيكون هو الأول من نوعه بين قادة الدول الثلاث منذ نحو عامين. وكان الملك "عبد الله" قد عقد لقاءً مغلقًا مع الرئيس "بشار" مساء أمس وذلك للمرة الأولى منذ توتر العلاقات بين دمشقوالرياض عقب الحرب التي شنتها دولة الاحتلال الصهيوني على لبنان الصيف الماضي. وتشهد العلاقات السورية السعودية تدهورًا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رفيق الحريري"، الذي كان يحمل الجنسية السعوديّة. وبلغت الخلافات ذروتها في الصيف الماضي على إثر توجيه الرئيس السوري انتقادًا مبطنًا إلى المملكة في خطاب ألقاه غداة وقف الحرب في جنوبي لبنان؛ بسبب موقفها الذي اعتبرت فيه خوض حرب "حزب الله" مع الكيان الصهيوني قرارًا متسرعًا. وفي تطور آخر قال الزعيم الليبي معمر القذافي إن أجندة القمة العربية بالرياض صنعت في الولاياتالمتحدة وإن ليبيا قررت أن تقاطعها لأن القادة العرب عبّروا عن "استهتارهم" في القمة السابقة. وقال القذافي عشية القمة التي تبدأ اليوم إن أجندة اللقاء صنعتها الدوائر المعادية للعرب والإسلام, وإنه يرثي للقادة العرب لأنه لا حول لهم ولا قوة على حد قوله. وقال القذافي إن ليبيا دعت إلى تجميد عضوية السعودية أو ليبيا بعد الذي حدث في قمة شرم الشيخ إلا أن ذلك لم يحدث وتجاهل القادة العرب ما حدث في تلك القمة لكنه وصف مع ذلك العلاقات مع السعودية بالودية. وعرج القذافي على نقاط عديدة من أبرزها القضية الفلسطينية حيث جدد تأييده ترحيل الفلسطينيين من ليبيا ودول أخرى ليذهبوا إلى فلسطين حتى لا يباعوا . وأكد القذافي أن ليبيا لم تؤيد يوما المبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط, وتحفظت عليها حين طرحت في قمة بيروت في 2002. ودافع القذافي عن "المقاومة" في العراق سواء من العراقيين أو من القاعدة, قائلا إن الاحتلال يجب أن ينتهي, ولا يمكن التحجج بما سيحدث لو انسحبت القوات الأميركية لأنه لم يطلب منها المجيء أصلا, لكنه دعا المقاومة لترك الباب مواربا أمام مفاوضات تسمح برحيلها. وكان مصدر سعودي رفيع المستوي في الرياض قد أعلن في وقت سابق أمس أن الخلاف السعودي الليبي لا يزال قائما، فيما تبذل مصر مساعيها لاحتواء هذا الخلاف قبل بدء أعمال القمة العربية التاسعة عشرة بالرياض اليوم، والتي تستمر يومين، وظلت مقاعد ليبيا في الاجتماعات التحضيرية للقمة شاغرة، بسبب الخلاف السعودي الليبي الذي تأكد بإعلان وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم في 4 مارس أن بلاده ستقاطع القمة.