سمحت الرقابة العسكرية الصهيونية بنشر نبأ سقوط أحد الصواريخ التي أطلقها "حزب الله" اللبناني، في العدوان الصهيوني الأخير على لبنان في يوليو الماضي، في معامل تكرير النفط في مدينة حيفا (شمال فلسطينالمحتلة سنة 1948)، أحد أكثر المنشآت حساسية وخطورة في منطقة الشمال، وبالصدفة لم تقع كارثة كبيرة، حسب قول مصادر صهيونية. وبحسب ما نُشر؛ فقد سقط الصاروخ داخل المجمع الصناعي الكبير، الذي يحوي كميات هائلة من المواد الكيماوية الخطيرة، وكان يمكن أن يتسبب بكارثة على نطاق واسع وخسائر كبيرة في الأرواح في حيفا ومحيطها. وقال أحد عمال الإنقاذ الذين تم استدعاءهم إلى مكان سقوط الصاروخ: "عدة أمتار فقط كانت تفصل بين كارثة بيئية وبين لاشيء"، مؤكداً على أن "الصاروخ سقط على بعد أمتار من أحدى حاويات التخزين في المعمل". وذكر عامل آخر في المجمع الصناعي أن المنظر "كان مروعاً شاهدنا الصاروخ محلقاً إلى داخل مصفاة التكرير ويقترب من مستودع يحتوي أطناناً من المواد الخطيرة". وأوضح مسؤولون في الجيش الصهيوني أن منشآت حساسة أخرى تعرضت للقصف بالصواريخ ولكن يمنع حتى الآن الإفصاح عن مكانها المحدد. وقالت ممثلة إحدى المنظمات البيئية أن المعلومات حول سقوط صواريخ في معامل التكرير كانت معروفة، "ولكن ما خشيناه هو سقوط صواريخ في المنشآت الكيماوية والبيتروكيماوية أو في مصانع كيماوية أخرى، الشيء الذي كان يمكن أن يسبب كارثة واسعة النطاق في منطقة خليج حيفا، فمعروف أن خليج حيفا هو برميل مواد متفجرة". بدوره؛ قال رئيس مستعمرة "كريات آتا" المجاورة لمعامل التكرير"تكشّف اليوم للجمهور سيناريو الرعب الذي خشينا حدوثه في حرب لبنان الثانية، كل صاروخ كان مصدراً للخطر، نتيجة لمخزون المواد الخطيرة التي تهدد منطقة سكنية يبلغ تعدادها نصف مليون شخص". يذكر أن بلدية حيفا نظمت بالتعاون مع مؤسسات مدنية في شهر سبتمبر 2006 جولات للمناطق التي سقطت فيها صواريخ المقاومة، وتفاجأ المشاركون بزيارة مواقع سقوط صواريخ لم يسمعوا عنها من قبل ولم يعلن عنها، وسمعوا لأول مرة عن سقوط صواريخ في مواقع إستراتيجية في المدينة والتي لم يعلن عنها من قبل بسبب الرقابة، كما تفاجأ المشاركون أيضاً بمعرفة أن صواريخ قد سقطت أيضاً في مواقع عسكرية وتسببت بإصابة جنود وإيقاع أضرار.