دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الكيان الصهيوني إلى تطبيع علاقاته مع كافة دول العالم الإسلامي مجتمعة، معتبراً في لقاء مطوّل أجرته معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنّ ذلك سيجعل علم الكيان مرفرفاً في كافة العواصم الإسلامية من المغرب وموريتانيا وحتى إندونيسيا. فجواباً عن سؤال يتعلق برأيه في مستقبل تفاوض الجانب الصهيوني على ما يُعرف بالمسار السوري وطبيعة تأثير ذلك على باقي مسارات التفاوض؛ قال رئيس السلطة الفلسطينية "هذه تفاهات. نحن نقترح عليكم التوصل إلى سلام مع سبع وخمسين دولة إسلامية. لن تكونوا بعد ذلك جزيرة معزولة. علم "إسرائيل" سيرفرف من المغرب وموريتانيا حتى إندونيسيا. الجميع مستعدون لتأييد المبادرة السعودية"، وتابع "هذه مبادرة السلام الأكثر جدية منذ عام 1948"، وفق قوله. وفي سياق آخر من المقابلة؛ استبعد عباس إمكانية تحييد نصف الشعب الفلسطيني، للتصديق على أي اتفاقية سلام مع الجانب الصهيوني، وذلك في جواب على سؤال وجهته له الصحيفة العبرية عن الموقف من أي اتفاق سيُعرض على منظمة التحرير الفلسطينية التي ستدخلها "حماس" وفق اتفاق مكةالمكرمة. وقال عباس في هذا الصدد "ما الذي تريدونه أيها الإسرائيليون؟ هل تعتقدون أننا نستطيع حرمان خمسين في المائة من الشعب الفلسطيني من حقهم في اتخاذ قرار حول مصيرهم؟ ولنفترض أننا نجحنا في ذلك؛ فكيف سيتصرف حسب رأيكم كل أولئك الذين تبقوا في الخارج؟ هم سيواصلون كفاحهم ضدكم؟ إذا قمنا بإجراء استفتاء شعبي، فمن يعرف كيف سيصوتون؟ وإذا لم نفعل، فإنّ الحرب ستتواصل". وقال عباس موجها خطابه للصهاينة "عليكم أن تفهموا الوضع بكل تفاصيله. أنتم تغفلون حقيقة أنّ حماس قد فازت في الانتخابات. كان على الحكومة أن تكون تحت السيطرة الكاملة لحماس. الآن هي ليست تحت سيطرة حماس. إلا أنكم، أنتم الإسرائيليون، لا تفهمون ذلك. فعندكم إما كل شيء أو لا شيء". ورأى عباس أنّ تخوف المسؤولين الصهاينة من تأثير حركة "حماس" على المفاوضات مع حكومة الاحتلال لا معنى له، لأنّ حماس لها الداخل والسياسة الخارجية كلها بيده، كما قال، موضحاً أنّ "الحكومة هي الحكومة. لديها أجندتها الخاصة وللرئيس أجندته. ولقد قلت إنهم سيكونون مسؤولين عن المشكلات الداخلية وأنا عن المشكلات الخارجية"، وفق تعبيره.