ندّد خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، وهو رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، بجرائم سلطات الاحتلال الصهيوني المتواصلة في القدسالمحتلة، وقتلها خلال الشهرين الماضيين أربعة مواطنين مقدسيين بدم بارد، مشيراً إلى أنّ العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي في غمرة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط لم يندِّد بهذه الجرائم أو حتى يستنكرها. وقال الشيخ عكرمة في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الأقصى المبارك إنه يتوجب على المسلمين، حكومات ودولاً وشعوباً، العمل على تحرير القدس الشريف وسائر الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني، معيداً إلى الأذهان أنّ الإثم يقع على المتقاعسين عن تلك المسؤولية. وحذّر الشيخ صبري من ما ترتكبه سلطات الاحتلال الصهيوني في ساحة البراق وتلة باب المغاربة، مؤكداً أنّ ممارساتها هناك تتفاقم وتزداد خطورة، فالحفريات متواصلة منذ أربعين يوماً، والصهاينة يحفرون في تلة باب المغاربة وينقبون في الآثار الإسلامية ويعبثون بها. ودحض الشيخ عكرمة صبري المزاعم الصهيونية التي تدّعي أنّ منطقة باب المغاربة تقع تحت السيادة الصهيونية، للتذرع بأنّ المحتلين أحرار في التصرف بها، مؤكداً أنّ مدينة القدس أصلاً مدينة محتلة ولا سيادة صهيونية عليها. وشدّد خطيب المسجد الأقصى على أنّ منطقة باب المغاربة هي منطقة وقفية إسلامية، بما في ذلك حائط البراق الذي يُعدّ جزءاً من السور الخارجي للمسجد الأقصى المبارك، وكذلك التلة الترابية الملاصقة لباب المغاربة، "فهي أوقاف إسلامية وتُعدّ جزءاً من المسجد الأقصى"، وفق تأكيده. وأضاف رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أنّ الادعاء الصهيوني الذي يقول إنّ الحفريات في باب المغاربة لا تؤثر على المسجد الاقصى المبارك غير دقيق، مؤكداً أنّ الأوقاف الإسلامية ترفض من الأساس مبدأ الحفريات سواء كانت تؤثر أو لا تؤثر، لأنّ هذه الحفريات تمثل اعتداءً على الوقف الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك. وقال الشيخ عكرمة صبري مستغرباً، بلسان حال الفلسطينيين والعرب والمسلمين؛ "هل ننتظر حتى تمتد هذه الحفريات لتؤثر على أساسات الأقصى المبارك؟ وهل نصمت ونجلس مكتوفي الأيدي حتى يقع الخطر على المسجد الأقصى؟". وخلص الشيخ صبري إلى التحذير من أنّ ما تقوم به السلطات الصهيونية هو اعتداء صارخ على الوقف الإسلامي والمسجد الأقصى المبارك، وقال "هذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً، ولن نتنازل عن حقنا العقائدي والإيماني سواء في حارة المغاربة أو في القدس القديمة وغيرها من فلسطين عامة، مهما طال عمر الاحتلال".