وجهت المملكة العربية السعودية انتقادا شديدا للكيان الصهيوني لوضعه شروطًا لقبول ما سمى بالمبادرة العربية للسلام التي كانت قد طرحتها في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 . وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي : نحن لا نسمع من الكيان الصهيوني إلا عن شروط حول كل شيء..لكن لا نسمع عن قبول يقبلون المبادرة ثم يتحدثون عن وضع شروط مُسبقة مقبولة قبل التَّفاوض أو المناقشات أو حتى قبل قبول المقترح. وأضاف في مؤتمر مع خافيير سولانا الذي أن هذه لا تبدو طريقةً صحيحةً للقيام بالأعمال. ورفضت كل من القاهرة ودمشق المطالب الصهيونية لتعديل المبادرة التي تبنَّتها القمة كخيار للحد الأدنى للتسوية مع الكيان الصهيوني. في المقابل فإن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس تعتزم القيام بزيارة خاصة إلى القاهرة قبيل انعقاد القمة العربية في سعي واشنطن لإبلاغ بعض حلفاءها في المنطقة بالمطالب والأهداف الأمريكية والحدود التي لا يجب أن تتعداها القمة القادمة . ويأتي ذلك بينما التقى شالوم كوهين السفير الصهيوني في القاهرة أمس الثلاثاء مع مسئول بالخارجية المصرية وطلب منه رسميًّا ولأول مرة التدخُّل لتعديل المبادرة العربية للسلام التي أقرَّتها الجامعة العربية في العام 2002م وقد رفضت مصر طلبَ الكيان. وقالت القاهرة بشكلٍ قاطعٍ إنَّه لا تراجُعَ ولا تعديلَ للمبادرة في حين أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أنه لا تعديل ولا موافقة على أي تعديل للمبادرة العربية التي كنا نأمل ونتصوَّر أنْ توافق عليها دولة الاحتلال آنذاك وبشكل يدفع بعملية السلام. وقال أبو الغيط إن مصر تقول اليوم للجانب الصهيوني عليكم أنْ تتناقشوا على الأساس الذي طرحته المبادرة العربية بكافة عناصرها، لا تراجُعَ ولا تعديلَ". وأضاف أبو الغيط إلى أنَّ الشعب الفلسطيني لديه حقوق في جميع عناصر المبادرة، ويجب الحفاظ على هذه الحقوق. أما سوريا فقد أعلن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري عن رفْضِ بلاده بدورها إدخالَ تعديلاتٍ على المبادرة العربيَّة. وقال الشرع إن هدف الكيان الصهيوني من هذه التعديلات- لا سيما تلك المتعلقة منها بموضوع اللاجئين والحدود- محاولة التَّهرُّب من تحقيق السلام العادل تنفيذًا لقرارات الشرعية الدولية"، وشدَّد على أنَّ المبادرة العربيَّة تتماشى مع هذه القرارات. من جانبه قال كوهين إن الكيان الصهيوني يطالب ببعض التعديلات في مبادرة السلام في استكمال لسلسلة المواقف التي طرحها رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت ووزيرة خارجيَّته تسيبي ليفني في هذا الإطار أخيرًا. وأضاف كوهين أن الكيان الصهيوني يريد أن يساعد مصر من أجل التَّحدُّث حول تلك المبادرة العربيَّة، والتفاهُم بشأنها مع الدول العربيَّة. وكان أولمرت قد قال يوم الأحد الماضي- بحسب رويترز- إنَّ الكيان الصهيوني يرى عناصر إيجابيَّة في المبادرة مضيفا أنَّه يأمل في أنْ "يجري التأكيد من جديد على هذه العناصر خلال القمة العربية القادمة.