حاول كلا المرشحان المتنافسان خلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا إلى الإعلان عن موقفها من بعض القضايا الداخلية والخارجية في محاولة إقناع الجماهير والحصول عل نسبة أعلى . وأشاد المرشح المستقل سيدي ولد الشيخ عبد الله (69 عاما) بالأجواء التي جرت فيها الانتخابات وقال إنها جرت في جو تنافسي إيجابي تطبعه روح المسؤولية والانضباط. ووصف عبد الله السلطات الانتقالية بأنها اتسمت بالكفاءة والمسؤولية، وأدارت هذه العملية الانتخابية الحاسمة في تاريخ البلاد بكفاءة وتنظيم محكم. وقد حل ولد الشيخ عبد الله في المرتبة الأولى بفارق غير كبير عن أحمد ولد داداه (3%) حيث أشار إلى أن نتائج الانتخابات تشير إلى أن الشعب الموريتاني بعث برسالتين هامتين: أولاهما أنه أراد من خلال توزيع أصواته على جميع المرشحين أن تسير أموره المستقبلية بطريقة إجماعية وهذا ما سيعمل عليه مستقبلا. واعتبر أن الرسالة الثانية تؤكد رغبة الشعب في التغيير، وأشار إلى أن برنامجه الانتخابي يمثل مشروع تغيير شامل للطريقة التي يتم بها تسيير أمور البلاد. وتعهد ولد الشيخ عبد الله بأن يقوم بإعادة المبعدين الموريتانيين إلى أراضيهم، وتعويضهم عما لحق بهم من أضرار وما فقدوا من ممتلكات طيلة فترة إبعادهم إلى خارج البلاد نهاية ثمانينيات القرن الماضي. كما تعهد بالقضاء على بقايا الرق في البلاد وعلى مخلفاته، وبتسوية كل قضايا حقوق الإنسان الموروثة عن النظام السابق. أما المتنافس الثاني في جولة الإعادة أحمد ولد داداه (65 عاما) فقد بدا متحفظا ومكتفيا بقراءة بيان مقتضب قال فيه إن الجولة القادمة التي سيخوضها نهاية هذا الشهر تمثل محطة هامة على طريق الفوز لكل الموريتانيين الساعين في التداول على السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية. وأضاف ولد داداه أن الموريتانيين عبروا من خلال جولة الانتخابات الأولى عما لهم من أولويات في الاختيار والتوجه، داعيا الجميع إلى التوحد من أجل تحقيق ما تتوق إليه غالبيتهم من تغيير شامل وإصلاح. كما دعا المرشح كل الموريتانيين إلى اغتنام ما وصفها بالفرصة التاريخية التي أتيحت لهم بعد انتظار طويل من أجل بناء دولة قوية وموحدة. وبالنسبة لباقي المرشحين السبعة عشر فقد لزموا الصمت بعد إعلان النتائج، غير واحد هو رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود الذي حل بالمرتبة السابعة والذي اعترف بخسارته مشيدا بالانتخابات وقال إنها جرت في أجواء شفافة. ولد مولود عزا فشله في الانتخابات إلى عوامل أكد أنها كانت حاسمة في مجمل النتائج التي حصل عليها المتنافسون، وقال إن من بينها المال ودعم السلطة لأحد المرشحين على حساب الآخرين والعصبية القبلية والعرقية والجهوية التي استغلها بعض المرشحين في توجيه الناخبين. وفي نهاية المطاف فإن الموريتانيين سيقبلون من جديد بعد أسبوعين على صناديق الاقتراع، ولكن هذه المرة تتركز أصواتهم على مرشحين اثنين بعد أن فقد السبعة عشر الآخرون فرصتهم في التنافس. ومن المتوقع أن يلجأ الرجلان لتنظيم الصفوف من جديد والبحث عن تحالفات تقوي من مواقفهما.