ذكرت رابطة الباحثين الميدانيين في مدينة القدس أن ما يسمى باللجنة المحلية الصهيونية للتخطيط والبناء ستناقش اليوم مخططًا لبناء 130 وحدة استيطانية في مستوطنة غيلو جنوبي القدس، ومخططين ضخمين لتوسيع سيطرة جمعية "العاد" الاستيطانية على حي وادي حلوة في سلوان. وقد حذرت الرابطة من أن استمرار هذه الهجمة الاستيطانية، وخصوصًا الهجمة التي تشنها جمعية "العاد"، من شأنها أن تعمل على تغير الطابع الجغرافي والحضاري والثقافي لمدينة القدس ولحي سلوان تحديدًا، وهي تأتي ضمن خطة يراد من خلالها تعزيز الزحف الاستيطاني تجاه الحي بحجة تعزيز السياحة الصهيونية، وهو ما يتوافق مع الخطوات الاحتلالية والسياسات المتبعة من أجل تهويد مدينة القدس. وذكر الخبير في شئون الاستيطان وعضو رابطة الباحثين أحمد صب لبن في تصريحات صحيفة أن اللجنة المحلية الصهيونية للتخطيط والبناء تناقش اليوم مخططًا لبناء 130 وحدة استيطانية في مغتصبة "غيلو" جنوبي مدينة القدسالمحتلة، بالقرب من أراضي قرية شرفات الفلسطينية. وأضاف: إن "المخطط ينص على بناء 130 وحدة استيطانية على قرابة ستة دونمات تمت مصادرتها من أراضي القرية سابقًا، وهي مسجلة حاليًّا على أنها أراض تابعة "لصندوق أراضي إسرائيل".وكانت هذه الأراضي في الماضي وفقًا للجان التخطيط والبناء الصهيونية معدة لإقامة فنادق، ولكن مجموعة من المستثمرين الصهاينة يدعون "أخوة إسرائيل" قدموا طلبًا لبلدية الاحتلال بالقدس لتحويل الأرض بحيث تصبح أراضي للاستخدام السكني.وحاليًّا يُراد إقامة مشروع سكني جديد بدلا من الفنادق، وذلك لتوسيع المستوطنة باتجاه قرية شرفات عن طريق بناء 4 مبانٍ ضخمة مكونة من اثني عشر طابقًا، وذلك عبر رفع نسبة البناء في هذا المشروع بحيث تصل إلى 320 % من مساحة الأرض المخصصة للمخطط". وتابع: "كما تناقش اللجنة المحلية الصهيونية غدًا أيضًا مخططين لبناء مبنيين ضخمين، وذلك ضمن خطة لتوسيع النفوذ الصهيوني وتعزيز السياحة إلى حي وادي حلوة المقدسي الوقع في سلوان.المخطط الأول والذي يراد إقامته فوق ما عرف بموقف جفعاتي ينص على بناء مبنى للاستخدام السياحي على قطعة أرض ملاصقة تقريبًا لسور القدس الجنوبي بمساحة 5460 مترًا مربعًا، وسيكون تحت سلطة إدارة ما يدعى بحديقة عير دافيد في حي وادي حلوة وبتالي تحت إدارة جمعية إلعاد الاستيطانية، وينص المخطط على إنشاء مبنى ضخم بمسطح بناء يقارب 10176 مترًا مربعًا ما يشير إلى أن نسبة البناء التي يراد إعطاؤها للمشروع تقارب 273 % من مساحة مسطح الأرض المخطط إقامة المشروع الاستيطاني عليها والذي سيتضمن إقامة طابق كامل لاستخدام علماء ودائرة الآثار، هذا بالإضافة إلى تخصيص مساحات للاستخدام السياحية وغرف استقبال للزوار وغرف تعليمية وإرشادية وقاعات ومحال تجارية ومعرض ومساحات لمكاتب إدارة "عير دافيد"، موقف للسيارات بسعة 250 سيارة". يشار إلى أن المبنى يقع فوق شبكة من الأنفاق التي تم حفرها سابقًا وأعلن عن افتتاحها منتصف العام الحالي ولكنها حتى الآن لم تفتتح أمام العامة وهذه الشبكة من الأنفاق تمتد من عين سلوان وتصل إلى حائط البراق ما يدعى "بحائط المبكى " حيث يتوقع أن يكون هناك محطة استراحة في هذا المبنى للزوار أثناء استخدامهم للنفق في حال تم افتتاحه. أما عن المخطط الثاني في سلوان فقال خبير شئون الاستيطان إنه "يراد من خلاله أيضًا إنشاء مبنى ضخم يدعى "ببيت همعيان" وهو مخصص للاستخدام السياحي وتحديدًا لزوار ما يدعى بعير دافيد، والذي سيكون تحت سلطة جمعية العاد الاستيطانية فمن المقرر إقامته بموقع قريب من عين سلوان على أرض تقع بالقرب من أسوار القدس الجنوبية وتجدر الإشارة إلى أن المبنى لا يبعد عن منزل عائلة أبو ذياب الذي تم إخلاؤه من مستأجره حجو عبر قرار صدر من قبل محكمة الاحتلال مؤخرًا.ويراد من خلال هذا البناء المعد للاستخدام السياحي تنظيم ما يدعى بمركز الزوار "عير دافيد" بالإضافة إلى تنظيم موقع عين سلوان والبركة بالقرب منه بالإضافة إلى تنظيم وترتيب بعض الحفريات الأثرية التي تقوم جمعية إلعاد الاستيطانية بتنفيذها وذلك عبر تشييد مبانٍ بمساحة 1203 أمتار مربعة في قلب الحي الفلسطيني. وأوضح إن "هذه المخططات الثلاثة التي تنوي اللجنة المحلية للتخطيط والبناء المصادقة عليها غدًا في حال تم ذلك فإن هذه المخططات سيتم عرضها للاعتراض العام ومن ثم طرحها للمصادقة النهائية والشروع بالتالي بأعمال التشييد والبناء بالميدان". وقالت رابطة الباحثين إنه لا يمكن قراءة هذه الخطوات منفصلة عن غيرها من الخطوات التي تم اتخاذها مؤخرًا من أجل تعزيز الوجود والسيطرة الصهيونية على مدينة "القدسالشرقية"، سواء عبر التلويح بطرح مشروع القانون الأساسي الجديد "القدس عاصمة لدولة الاحتلال"، أو عبر التصريحات المتكررة لرئيس بلدية الاحتلال في القدس للتنازل عن بعض الأحياء المقدسية خارج الجدار ووضعها تحت سيطرة الإدارة المدنية الصهيونية.وعبر الاستمرار في طرح المشاريع الاستيطانية التوسعية في قلب الأحياء الفلسطينية.