للمرة الثانية في 3 شهور، تحطمت طائرة حربية فرنسية كانت مصر قد اشترتها بغرض تقوية السلاح الجوي، ليثير تكرار الحوادث جدلا كبيرا حول مدى كفاءة الأسلحة التي يدفع فيها نظام السيسي مليارات الدولارات للدول الغربية. وخلال 6 أشهر، شهدت مصر 3 حوادث مشابهة، حيث سقطت 3 طائرات حربية في مصر خلال تلك المدة، ما يعني أن الخلل قد يكون في كفاءة الطيارين المصريين، أو في السلحة التي يدفع فيها السيسي المليارات على حساب التعليم والصحة والدعم. ورغم التطبيل الإعلامي لصفقات التسليح التي يجري الترويج لها على أنها تحديث ونقلة جديدة لقوة الجيش المصري، إلا أن تكرر تلك الحوادث يطرح تساؤلا خطيرا عن مدى جدوى هذا التلسليح؟ ويدعم الاعتقاد السائد بأن السيسي يشتري سكوت الدول الغربية على جرائمه واستبداده بشراء الأسلحة بصفقات مليارية. حادث جديد في 11 أبريل الحادث الأخير كشفه موقع "ميديا-بارت" الفرنسي، حيث أكد تحطم طائرة حربية من طراز "ميراج 2000" فرنسية الصنع في مصر، في 11 إبريل الجاري وسط تكتم من السلطات في البلدين. ووفقاً لمعلومات حصل عليها الموقع، فإن خللا حركياً في مقاتلة "ميراج 2000" أدى إلى تحطمها في مصر، ناقلاً عن مسؤول تنفيذي في شركة "داسو" المنتجة لتلك المقاتلة: "التحقيق جار، ويُمنع علينا التحدث". ولفت "ميديا-بارت" إلى عدم صيانة المقاتلات العشرين من طراز "ميراج 2000" التي يملكها الجيش المصري، منذ نحو ثلاثين عاماً، رغم الإصرار الفرنسي على ذلك. واعتبر الموقع أن حوادث تحطم المقاتلات المتكررة تُثير شكوكاً حول كفاءة الطيارين المصريين، قائلاً: "إذا كان يُنظر إلى القوات الجوية المصرية على أنها الجهاز الأكثر تأهيلاً وجاهزية في البلاد، غير أنها لا تزال بعيدة عن المعايير الغربية، مستطرداً أن "الطيارين المصريين يفتقرون إلى التدريب المتقدم". ونقل الموقع الفرنسي عن أحد الخبراء، قوله: "يبدو أن المصريين محرجون"، عازياً السبب إلى أنه ثالث تحطم لإحدى مقاتلات القوات الجوية المصرية في غضون 6 أشهر، إذ كان التحطم الأول في نوفمبر 2018، حين تحطمت طائرة مقاتلة من طراز (MIG 29)، كانت قد سلمتها روسيا حديثاً إلى مصر "بسبب عطل فني"، كما قال وزير الدفاع المصري في أحد تصريحاته الإعلامية. اقرأ أيضا: بعد كارثة سقوط الرافال.. هل اشترت مصر "التروماي" ب5.5 مليار يورو؟ حادث الرفال قبل 4 أعوام، وقعت مصر وفرنسا رسمياً، اتفاقيات تعاون عسكري، تقضي بشراء القاهرة أسلحة متطورة من باريس، من بينها 24 طائرة "رافال" في صفقة أثارت جدلا كبيرا كونها الصفقة الأولى للطائرة منذ إنتاجها عام 1986، بعد أن رفضت دول الهند والبرازيل والإمارات شراء الطائرة بسبب سعرها غير التنافسي الذي لا يتناسب مع إمكانياتها. وفي يناير الماضي، وأثناء الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر، كشف موقع "ميديا-بارت"، أن مقاتلة فرنسية من طراز ‘‘رافال'' تحطمت على الأراضي المصرية، مؤكدا أن هذا الحادث الذي تلتزم باريسوالقاهرة الصمت حياله، يُعد محرجاً للطرفين اللذين يجريان مفاوضات من أجل اقتناء مصر لطائرات إضافية من نفس النوع. وأكد الموقع الاستقصائي الفرنسي، أنه قبل وقت قليل من لقاء السيسي بضيفه الفرنسي، تحطمت طائرة “رافال” من طراز EM02-9352 تابعة للقوات المسلحة المصرية، على بعد 100 كيلومتر شمال غرب القاهرة، في القاعدة الجوية بجبل الباصور، أمام أعين فريق من مدربي وخبراء شركة داسو للطيران الفرنسية. وكان على متن الطائرة،التي تم تسليمها إلى مصر في 4 أبريل 2017 ، الرائد مهتدي الشاذلي (32عاماً) – هو طيار في سلاح الجو المصري معروف باسم ‘‘كوبرا''، ومن أوائل الذين تم تدريبهم في فرنسا على قيادة مقاتلات “رافال” التي تسلمتها مصر من فرنسا – وقد تم دفنه في نفس اليوم بحضور محافظ المنوفية.