نقلت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن 3 دبلوماسيين أمريكيين مطلعين على الوضع أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أبلغ المشير خليفة حفتر، خلال محادثاتهما الهاتفية يوم 15 أبريل والتي أعلن عنها رسميا بعد 4 أيام من إجرائها، بدعمه لهجوم "الجيش الوطني الليبي" على طرابلس "لإسقاط حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأممالمتحدة ، وذلك بتوصية من عبدالفتاح السيسي يوم 9 أبريل في البيت الأبيض ، عقب اتصال من بن زايد". وقالت "بلومبيرغ"، استنادا إلى مصدرين مطلعين على فحوى اللقاء، بأن السيسي "حث ترامب على دعم حفتر". وذكر الدبلوماسيون أن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، أيضا أجرى مكالمة هاتفية مع حفتر قبل ذلك حيث لمح إلى "الضوء الأخضر الأمريكي لهجوم قواته على طرابلس". مشيرة إلى أن ترامب تحدث أيضا مع ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يعد، حسب التقرير، من مؤيدي حفتر، وجرت هذه المكالمة قبل يوم واحد من إصدار البيت الأبيض بيانه حول الاتصال مع حفتر. ويتنافي موقف أمريكا مع ما أعلنه وزير خارجيتها مايك بومبيو،7 أبريل حيث قال :"أكدنا بوضوح أننا نعارض الهجوم العسكري لقوات حفتر وندعو إلى الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية". كما ذكرت مصادر مطلعة أن القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى ليبيا، بيتر بود، حذر حفتر خلال لقائهما في أبو ظبي شهر فبراير 2019 من أن طرابلس تمثل "الخط الأحمر" بالنسبة إلى موقف الولاياتالمتحدة من عمليات "الجيش الوطني الليبي".
كما أفاد بيان واشنطن بأن ترامب "اعترف بالدور المهم للمشير حفتر بحجة محاربة الإرهاب وتأمين الموارد النفطية لليبيا"، مما قوض بشكل حاد، حسب الوكالة، مواقع حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج.
كشفت مصادر مصرية بمركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية التابع للحكومة ، أن عبدالفتاح السيسي يلعب دورًا كبيرًا في دعم العملية العسكرية التي يشنها الجنرال الليبي "خليفة حفتر"، على العاصمة "طرابلس"، منذ الرابع من أبريل الجاري. وتتكبَّد قوات "حفتر"، المدعومة من مصر والإمارات والسعودية، خسائر فادحة، منذ إطلاقها في 4 أبريل الجاري، حملة عسكرية على العاصمة الليبية "طرابلس"؛ بهدف إسقاط حكومة "الوفاق" الوطني، المعترف بها دولياً، والتي ردَّت بإطلاق عملية "بركان الغضب"؛ لإحباط هجوم "حفتر". يشار إلى أن افتتاح قاعدة "محمد نجيب" قد حضره اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" وولي عهد "أبو ظبي" "محمد بن زايد"، بجانب قائد الانقلاب "عبد الفتاح السيسي"، في يوليو 2017، قرب محافظة "مرسى مطروح"، القريبة من الحدود الليبية. وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن مصادر مصرية، أن "السيسي" قد وافق، مؤخراً، على تقديم مساعدات عسكرية ل "حفتر" في معركته ضد حكومة "الوفاق" الوطني المعترف بها دولياً في العاصمة الليبية "طرابلس"، تضمَّنت معدات رؤية ليلية وأنظمة تشويش، بالإضافة إلى الدفع أيضاً بسفن تشويش بالقرب من سواحل "طرابلس"؛ لمحاولة إعاقة الطيران التابع لحكومة الوفاق من تنفيذ طلعات جوية ضد قوات "حفتر". وكانت قوات الوفاق قد عرضت صوراً ومقاطع فيديو لعتاد عسكري تضمَّن ذخائر مصنوعة بالمصانع الحربية التابعة للجيش المصري، تركتها قوات "حفتر" خلفها، بعد انسحابها من أحد محاور المواجهة حول العاصمة "طرابلس".