اشارت صحيفة "هاآرتس" العبرية أن السلام الموقع بين تل أبيب والقاهرة بموجب معاهدة "كامب ديفيد" أصبح حبرًا على ورق، ولم تعد تل ابيب تحصل على السلام الذي كانت تعيشه خلال العهود السابقة قبل ثورة يناير، فمنذ اندلاعها في يناير الماضي أصبح السلام بين الدولتين ليس إلا "اسم فقط". وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إن الجبهة الجنوبية لتل ابيب لم تعد آمنة كما كان يعتقد سابقا، وإن ما تبقى من معاهدة السلام المصرية الصهيونية بعد 32 عامًا، ليس إلا وهم، فبالفحص الدقيق للاتفاق نرى أن الأحزاب الإسلامية حققت إنجازات رائعة حتى في الجولة الأولى من الانتخابات المصرية، وهذا يثير حالة من القلق داخل تل ابيب من إمكانية أن تتحول مصر للعداوة مع تل ابيب بعد سنوات السلام. وأضافت: "إن مصر وتل ابيب انتقلتا من السلام البارد إلى هدنة بحكم الأمر الواقع، وخرقها بين الحين والآخر، عندما يتم شن هجمات على تل ابيب انطلاقا من سيناء بالتأكيد أفضل من الوضع قبل عام 1979، ولكن من الصعب أن نستبعد احتمال أن الأمور لن تتدهور أكثر". وتابعت: "إن الأضرار التي لحقت بالعلاقات المصرية الصهيونية وصلت أثارها بشكل واضح في مجالات السياحة والتجارة والدبلوماسية أيضا، ويرجع هذا في بعض الأحيان بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء، وأحيانا إلى السياسات المصرية، فتل ابيب ومصر الموقعة على اتفاقية (الكويز) التي تسمح بدخول منتجات مصرية يدخلها مواد صهيونية للولايات المتحدة، مع تخفيضات جمركية كبيرة تعرضت في الأشهر الأخيرة لبعض الحوادث المقلقة، حيث تم إطلاق النار على الشاحنات التي تنقل المواد الخام الصهيونية لداخل مصر، الأمر الذي أدى إلى توقف هذه الشاحنات". وأوضحت أن صادرات مصر من الغاز الطبيعي إلى تل ابيب توقفت تقريبا منذ نهاية يناير، حيث تعرضت الأنابيب التي تنقل الغاز للتخريب، تسع مرات، كما أن هذه الهجمات التي تنفذها الجماعات البدوية تجعل مصر تفكر في إغلاق خط الأنابيب بالكامل، وفي الواقع فإن هذا الغاز لم يتدفق باستمرار على أي حال منذ الثورة. وشددت على أن مصر وتل ابيب لا تزالا تحافظان على علاقات دبلوماسية وأمنية، ولكن ليس علنا، فقد تم إغلاق السفارة الصهيونية في القاهرة بعد هجوم من الجماهير الغاضبة في سبتمبر، وحاليا لا توجد خطط لإعادة فتحها، كما أن السفير الصهيوني الجديد يعقوب أميتاي الذي حل محل اسحق ليفانون، لم يقدم حتى الآن أوراق اعتماده إلى القاهرة، مشيرة إلى أن هذه الحوادث وغيرها تجعل السلام بين مصر وتل ابيب حبرا على ورق، وليس له إلا الاسم فقط.