لا أحد يعلم كيف سيُحسم انتخاب رئيس بلدية تونس العاصمة أو "شيخ المدينة"، كما يلقبونه؛ فالحزبان المتصدران للمشهد السياسي: حركة النهضة ونداء تونس يطمحان إلى هذا المنصب المهم، لكنه لا أحد منهما لديه الأغلبية لترجيح كفته. ومن مجموع ستين مقعدا في بلدية تونس العاصمة نالت حركة النهضة 21 مقعدا، تلتها حليفتها بالحكومة حركة نداء تونس 17 مقعدا، ثم التيار الديمقراطي المعارض ثمانية مقاعد، والاتحاد المدني ستة مقاعد، والجبهة الشعبية أربعة مقاعد، وقائمة مستقلة أربعة مقاعد. وكغيره من رؤساء المجالس البلدية، يقع انتخاب رئيس بلدية تونس من بين رؤساء جميع القوائم الفائزة بالأغلبية المطلقة، ويحتاج الفائز برئاسة بلدية تونس 31 صوتا. وبنظرة للنتائج ستضطر الأحزاب لعقد تحالفات لترجيح كفة مرشحها. وتحتاج حركة النهضة إلى عشرة أصوات إضافية للفوز برئاسة البلدية، لكن الأمر لن يكون يسيرا لإقناع بقية الأحزاب بما فيها نداء تونس الذي يحتاج بدوره إلى 14 صوتا إضافيا لنيل المنصب. ومما يعقد الأمور أكثر هو التصريحات المتبادلة بين حركتي النهضة ونداء تونس حول تمسكهما برئاسة بلدية تونس، وهو ما قد يسبب تعطيلا داخل بلدية تونس إذا لم يتوافق الحزبان. وبدأت حمى التنافس تحتدم بين الحزبين، مع انتقاد عضو بنداء تونس حركة النهضة لتمسكها بترشيح رئيسة قائمتها بالعاصمة الصيدلانية سعاد عبد الرحيم للمنصب بدعوى أن ترشيحها مخالف للعرف والتقاليد. لكن سعاد عبد الرحيم تقول للجزيرة نت إنه لا يوجد أي مانع قانوني أو أخلاقي لتقلدها هذا المنصب، مشيرة إلى أن حزبها يدفع نحو تشكيل تحالفات لضمان ترشيحها كأول امرأة بمنصب "شيخة المدينة" بعد فوزها بأرفع نسبة أصوات ببلدية تونس. ومنذ إحداثها سنة 1858 كأول بلدية بالبلاد، كان تعيين شيخ المدينة مقتصرا على الذكور، حيث وقع تعيين 31 رئيسا. ورغم أن أول شيخ مدينة كان من ولاية القيروان (وسط) فقد ارتبطت عقلية البعض بوجوب تعيين رجل من أعيان العاصمة. لكن سعاد عبد الرحيم المرشحة المستقلة تقول إن حزبها يتفاوض مع القوائم الفائزة ببلدية تونس لدعم ترشيحها، بهدف تعزيز مكاسب المرأة في تقلد المسؤوليات الكبرى ودعم تكافؤ الفرص بعيدا عن العقلية الذكورية والمناطقية. واعتبرت أن التنافس على رئاسة بلدية تونس بين حزبها ونداء تونس مشروع وسيتم الحسم فيه إما عن طريق التوافق أو عبر آلية الانتخاب، موضحة أن الأهم هو تجاوز الإشكال وتقديم الخدمات للمواطن.