قالت وكالة "رويترز" اليوم السبت 17 مارس 2018م، إن النظام المصري، يتعمد التضييق على الإعلاميين والصحافيين فى مصر، وذلك عقب حملة اعتقالات كبيرة وسطهم، ناقلة عن محامي الكاتب الصحافي، مصطفى الأعصر قوله، إن موكله لم يكد يبدأ في العمل على فيلم وثائقي ينتقد عبد الفتاح السيسي حتى ألقت شرطة الانقلاب القبض عليه واتهمته بنشر "أخبار كاذبة"، مضيفًا أن الصحفي اعتقل حتى قبل أن يبدأ التصوير. وتابعت "رويترز" إن القبض على "الأعصر" جاء في الرابع من فبراير قبل مسرحية انتخابات الرئاسة المقررة في وقت لاحق هذا الشهر، والتي ضمِن السيسي الفوز فيها فعليًا، مضيفة أن كل المرشحين المعارضين انسحبوا بسبب مناخ الترهيب، عدا مرشح واحد فقط هو موسى مصطفى موسى. ووفقًا للمحامي حليم حنيش، فإن الأعصر مخرج الأفلام الوثائقية كان يعد مقابلات من أجل فيلم عن تحول أنصار للسيسي إلى معارضين عندما اعتقل في طريقه إلى العمل، مشيرا إلى أن الأعصر كان يتحدث مع ضيف لترتيب مقابلة، وأن المكالمة تم تسجيلها والتنصت عليها. وأضاف "حنيش" أن صحفيًا آخر هو "حسن البنا"، اعتقل مع الأعصر أثناء ركوبهما حافلة لمجرد أنه كان موجودًا مع الأعصر في تلك اللحظة. وقالت فاطمة سراج، وهي محامية في مؤسسة حرية الفكر والتعبير وتعمل مع الصحفيين، إن الاثنين قد يواجهان الحبس الآن بعد أن وجهت لهما تهم نشر معلومات كاذبة، مضيفة أن سلطات الانقلاب تستخدم تهمة نشر الأخبار الكاذبة للتنكيل بالصحفيين أو أي شخص ينشر معلومات لا تريدها. وتظهر أرقام مؤسسة حرية الفكر والتعبير ومقرها القاهرة، أن ما لا يقل عن ستة صحفيين اعتقلوا في مصر خلال أول شهرين من 2018، وأن 18 صحفيا اعتقلوا في 2017. يذكر أن العديد من الصحافيين قد اعتقلهم النظام عقب أحداث 2013، واعتقلت قوات النظام أيضًا الكاتب الصحافي، مجدي حسين، رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب، منذ 4 سنوات، وقررت سجنه بتهم واهية بالمخالفة للدستور. وقالت "رويترز" أيضًا أنه مع اقتراب إجراء مسرحية الانتخابات في داخل البلاد في الفترة من 26 إلى 28 مارس، حولت مصر انتباهها صوب وسائل الإعلام والصحفيين الذين تتهمهم بنشر الأكاذيب بما في ذلك بعض وسائل الإعلام الأجنبية، بل وشمل الأمر مقدم برامج، في إشارة إلى الإعلامي التابع للسيسي خيري رمضان. ولفتت إلى أن سلطات النظام وصلت الآن إلى ما هو أبعد من مجرد انتقاد الصحف، حيث دعا نائب عام الانقلاب، إلى اتخاذ إجراءات قانونية بخصوص ما يعتبرها أخبارًا كاذبة، قائلا: إن "قوى الشر" تقوض الدولة المصرية، وهو ما لاقى انتقادات كثيرة بالداخل والخارج. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، مثل مؤسسة حرية الفكر والتعبير واللجنة المصرية للحقوق والحريات، إن الغرض من تهمة نشر أخبار كاذبة هو كبح المعارضة واستهداف الصحفيين والسياسيين بل وبعض نجوم غناء.