تجددت الشكاوي التي تخرج من مناطق الحرب بشمال سيناء، لتكشف عن تدهور الأوضاع الإنسانية التي وصلت حد سئ للغاية، بفعل تواصل العمليات العسكرية التي بدأها الجيش بقوة منذ تسعة أيام من الآن، تحت عنوان "سيناء 2018". وحسب شهادة الأهالي، فإن هناك شح فى المواد الأساسية (الغذاء والغاز ووقود السيارات)، الأمر الذي تسبب بشل الحياة العامة، خاصة مع فرض الجيش حصار مشدد في كافة مدن شمال سيناء، ومنع حركة الدخول والخروج للأشخاص والمواد الأساسية، إلا في نطاقات ضيقة لا تلبي حاجات المواطنين. يأتي ذلك بينما يواصل الجيش وقوات الشرطة عمليات المداهمة والتفتيش ومصادرة الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية من المنازل في كل من العريش والشيخ زويد ورفح، تحت ذريعة فحصها أمنيا، فضلا عن اعتقال المئات من المواطنين بزعم "الاشتباه". في سياق متصل، أخلت قوات الجيش قرية "أبو رعد" جنوب غرب رفح من السكان، وشرعت بهدم المنازل التي تبعد عن الشريط الحدودي مع قطاع غزة ما يزيد عن خمسة كيلومترات. وأعلن الجيش، السبت 17 فبراير 2018، مقتل 7 مسلحين، وتوقيف 408 آخرين، في اليوم التاسع للعملية العسكرية الشاملة بأنحاء البلاد. وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد تامر الرفاعي، في البيان التاسع، إن "قوات مكافحة الإرهاب واصلت تنفيذ مهامها القتالية في مناطق شمال ووسط سيناء وكافة الاتجاهات الاستراتيجية، حيث دمرت القوات الجوية 8 أهداف لعناصر إرهابية والقضاء على ثلاثة تكفيريين". وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 63 مسلحًا والموقوفين إلى 1317، منذ بدء العملية استنادًا إلى البيانات العسكرية. وأطلق الجيش المصري في 9 فبراير الجاري عملية عسكرية أسماها "سيناء 2018"، وتستهدف عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، مواجهة عناصر مسلحة في شمال ووسط سيناء (شمال شرق البلاد) ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غربي وادي النيل، دون تفاصيل عن مدة العملية.