سقط ما لا يقل عن 30 جنديًا أمريكيًا ما بين قتيل وجريح في مدينة الطارمية شمال العاصمة العراقية بغداد في هجوم جديد هو الاعنف من نوعه. وذكرت مصادر صحفية أن ثلاث فدائيين من المقاومة يستقلون ثلاث سيارات مفخخة اقتحموا قاعدة الاحتلال الأمريكي الرئيسة في الطارمية الواقعة في قرية الشيحة وسط المدينة في وقت واحد. وقام الفدائي الأول باقتحام البوابة الرئيسة للقاعدة بسيارته ليفتح مجال أمام رفاقه للدخول وتفجير أنفسهم مع سيارتهم داخل القاعدة. ونجح الفدائيون في الاقتحام وتفجير أنفسهم وأعقب ذلك هجوم صاروخي عنيف على نفس القاعدة مما دفع القوات الأمريكية إلى الخروج مذعورة وبسرعة من القاعدة إلا إن عشرات المقاومين كانوا في انتظارهم حيث اشتبكوا معها في معركة شرسة للغاية استخدمت خلالها كل أنواع الأسلحة لم تنته إلا بعد وصول مقاتلات أمريكية إلى المدينة ومروحيات قامت بقصف عشوائي وجنوني على المنطقة بغية إنقاذ جنود الاحتلال الذين شارفوا على الهلاك. وقامت المروحيات الأمريكية بعد الهجوم بنقل القتلى والجرحى باتجاه بغداد وبأعداد كبيرة، فيما لا تزال القاعدة الأمريكية حتى الآن تشتعل فيها النيران والجنود الأمريكيين يمكثون في العراء خارج القاعدة تحميهم المقاتلات الأمريكية. وفي السياق ذاته، ذكر أهالي الطارمية أن رجال المقاومة كانوا قد طرقوا أبواب الناس في ساعة متأخرة من ليلة أمس وطالبوهم بالمكث في منازلهم وعدم الخروج إلى العمل صباحًا حفاظًا على أرواحهم. وعلى نفس السياق لقي ستة من جنود الاحتلال الأمريكي مصرعهم عندما قام فدائي من عناصر المقاومة العراقية يرتدي حزامًا ناسفًا بتفجير نفسه في إحدى نقاط التفتيش الموضوعة على مداخل مدينة حديثة مساء أمس الأحد. وقال شهود عيان إن فدائيًا من المقاومة العراقية يرتدي حزامًا ناسفًا تمكن من الدخول إلى نقطة تفتيش المدخل الشرقي للمدينة في منطقة السبحاني والتي تسيطر عليها قوات الاحتلال الأمريكية والقوات العراقية الموالية لها وقام بتفجير نفسه في الساعة الخامسة من مساء يوم أمس. وأشار الشهود إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ستة من جنود الاحتلال إضافة إلى مقتل أربعة من الجنود العراقيين وإصابة مجموعة أخرى منهم بجروح. كما انفجرت عبوة ناسفة في دورية تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي شمالي مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد) ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفرادها وتدمير آلية عسكرية من نوع "همر". وأشار سكان محليون من قرية "السجر" إلى أن عبوة ناسفة كانت مزروعة بالقرب من بوابة الفلوجة الشمالية عند جسر "السجر" انفجرت في دورية تابعة للقوات الأمريكية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من طاقمها وتدمير آلية من نوع "همر". وأضاف الشهود أن القوات الأمريكية قامت بنقل الآلية من أمام بعض المنازل المحاذية إلى الطريق السريع, وقد شاهدوها وهي مهشمة ومدمرة تدميرًا كاملاً، في الوقت الذي قام فيه عناصر الدورية بإطلاق النار بشكل عشوائي لمدة 10 دقائق في المناطق المحيطة. وكان مصدر في المقاومة العراقية قد كشف أمس الأحد عن تدمير أربع آليات أمريكية وقتل وجرح أكثر من 20 جنديًا أمريكيًا في المعركة التي استمرت ساعة وربع الساعة والتي دارت يوم أمس بين الاحتلال والمقاومة في منطقة المفرق قرب كراج بغداد وقال الشيخ "أبو عمر الشمري" أحد المقاومين الذين شاركوا في المعركة أن "هذه الخسائر التي ذكرتها هي ما شاهدناه بأعيننا قبل انسحابنا سالمين دون أية خسائر". وأضاف "الشمري": "ولا ندري ما سببه القصف الذي سبق الاشتباك على الكراج الذي كانوا موجودين بداخله. هذا وقد سقط العشرات من شرطة الرمادي صباح اليوم الاثنين بين قتيل وجريح في انفجار شاحنتين مفخختين في مركزين للشرطة بالمدينة. وأفاد شهود عيان أن الشاحنة الأولى من نوع "هينو" كانت محملة ب"براميل" من الوقود, اقتحمت مركزًا للشرطة في منطقة الجزيرة شمال شرق الرمادي أثناء التعداد الصباحي للشرطة أدت إلى نسف المركز بالكامل. وأضاف الشهود: إنه بعد دقائق قليلة ضربت شاحنة من نوع "كيا" مركز شرطة "طوي" المقابل لمنزل الشيخ عبد الستار أبو ريشع زعيم مجلس ما يعرف ب"إنقاذ الأنبار"؛ أسفرت عن مصرع وجرح عدد من رجال الشرطة. وقالت مصادر طبية إن الحصيلة الأولية قد تصل إلى سبعين قتيلاً وجريحًا وأن الحصيلة مرشحة للازدياد ؛ بسبب كثرت القتلى والجرحى الذين يتم استخراجهم من تحت الأنقاض. من ناحية أخرى قامت قوات الاحتلال الأمريكية صباح اليوم باعتقال 6 من أبناء مدينة "الضلوعية" بينهم اثنان من شرطة المدينة إثر انفجار مفخخة للمقاومة بالمدينة . وأوضح شهود عيون أن قوات الاحتلال الأمريكية اعتقلت صباحا اليوم 6 من أبناء الضلوعية على خلفية الانفجار الذي استهدف آمر الحرس الوطني في المدينة اليوم, مشيرًا إلى أن من بين المعتقلين اثنين من عناصر الشرطة في المدينة اعتقلتهم القوات دون معرفة السبب. وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت صباح اليوم قرب منزل آمر الحرس الوطني بمدينة الضلوعية؛ ما أسفر عن مقتل خمسة وجرح 10 آخرين من أفراد الحرس الوطني الموالي للاحتلال. وفي مقابل اشتداد عمليات المقاومة العراقية شدد زعيم المعارضة الأسترالية كيفن رود على ضرورة سحب القوات الأسترالية من العراق، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه لا يؤيد نشر مزيد من المدربين العسكريين الأستراليين هناك. وقال رود زعيم حزب العمل المعارض إن سياساتنا بشأن العراق واضحة فقواتنا هناك منذ أربع سنوات وسياساتنا أن قواتنا القتالية يجب عودتها للبلاد. وأضاف لا ينبغي إرسال مزيد من القوات الأسترالية (للعراق)", ملمحًا إلى إشارة رئيس الوزراء جون هاوارد بإرسال مدربين عسكريين إلى العراق. كما وصف السيناتور هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الغزو الأمريكي للعراق بالخطأ الأفدح في تاريخ الولاياتالمتحدة الذي يفوق خطأ حرب فيتنام. وقال ريد في مقابلة مع شبكة "CNN" الأمريكية إن هذه الحرب وضع خطير للغاية.. وتتضمن أفدح خطأ للسياسة الخارجية في تاريخ الولاياتالمتحدة.. نجد أنفسنا في حفرة عميقة وعلينا التماس الطريق للخروج منها.