اعترفت قوات الاحتلال التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان اليوم الأحد بسقوط إحدى مروحياتها في جنوب شرق أفغانستان. وزعمت قوات الاحتلال – بحسب رويترز - أن سقوط الطائرة جاء بسبب حدوث عطل في محركاتها في حين أكدت حركة طالبان أنها نجحت في إسقاط المروحية. وقال شهود عيان إن الطائرة أسقطت قرب طريق في منطقة شاه جوي في إقليم زابل حيث ينشط مجاهدو حركة طالبان في الولاية الواقعة في جنوبأفغانستان على الحدود مع باكستان. من جهته قال متحدث باسم قوات الاحتلال الدولية في أفغانستان إن عملية البحث عن الطائرة وركابها قد بدأت دون أن يذكر نوع الطائرة التي تحطمت أو عدد الأفراد الذين كانوا على متنها. وعلى نفس السياق نجحت المقاومة الأفغانية " طالبان " في تدمير دبابة تابعة لقوات "الناتو" فيما أعطبت أخرى في كمين نصبته المقاومة بولاية "هرات" جنوبيأفغانستان. وقال محمد يوسف المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية "طالبان" إن عناصر الإمارة الإسلامية نصبوًا كمينًا، على طريق "قندهار- هرات" العام، في منطقة "شابيكي" بمديرية "أدرسكن" في ولاية هرات، قرابة الساعة الرابعة عصر أمس السبت لدورية تابعة لقوات الناتو. وأوضح "يوسف" أن الكمين أسفر عن تدمير دبابة تابعة لقوات الناتو، كانت ضمن القافلة العسكرية، كما قتل طاقمها بالكامل، وأعطبت كذلك دبابة أخرى وجرح فيها عدد من جنود الناتو. كما نجح مقاتلو الحركة في قتل عدد من عناصر الشرطة الأفغانية الموالية للاحتلال، وإصابة عدد آخر، في مواجهات بولاية "كابيسا"، شمالي أفغانستان. وقال ذبيح الله مجاهد أحد الناطقين باسم الحركة إن مواجهات اندلعت بين قوات الشرطة العميلة للاحتلال، ومجموعة من مقاتلي طالبان، في منطقة "تجاب"، بولاية "كابيسا" الشمالية، القريبة من العاصمة "كابل". وأكد أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من أفراد الشرطة العميلة، وجرح عدد أخر منهم. كما قامت الحركة بإعدام أربعة جواسيس مساء أمس السبت بعد أن أدينوا بالتجسس لصالح قوات الاحتلال الأمريكية. وقال يوسف إن الجواسيس وهم من منطقة زامبلي بولاية هلمند قد أدينوا بالتجسس لمصلحة الأمريكيين ، كما تم ضبط الوثائق والشواهد التي تدينهم. وأضاف يوسف أن الجواسيس اعترفوا بجرمهم فاعدموا وفق الحكم الصادر من المحكمة الشرعية في محضر عام حيث تم شنقهم واحدًا تلو الآخر مغرب اليوم في بمديرية جرشك بولاية هلمند. من ناحية أخرى جددت كندا مطالبتها لدول الناتو دعم قواتها جنوبأفغانستان على الرغم من تصريح أحد كبار القادة العسكريين الكنديين في أفغانستان بأن مستوى قوات "الناتو" الآن كافٍ لأداء المهام المطلوبة جنوب البلاد. وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن كندا لديها الآن 2500 جندي في مدينة "قندهار" جنوبيأفغانستان، وفي شهر أكتوبر الماضي أعلنت بشكلٍ صريحٍ عن عدم قدرتها على مواصلة أداء مهامها العسكرية هناك، من دون تقديم مزيد من الدعم من منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو". لكنّ نغمة التصريحات الرسمية للقيادات العسكرية الكندية تغيّرت بصورة حادة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي "جورج بوش"، يوم الخميس الماضي، أن الولاياتالمتحدة ستبقي مستويات عالية من القوات في أفغانستان؛ تحسبًا للهجوم الربيعي الذي أكدت حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية "طالبان" أنها ستشنّه، وطلب "بوش" من "الناتو" إرسال قوات أكثر إلى أفغانستان. وقال الجنرال "ريك هيلر" رئيس هيئة أركان الجيش الكندى: "الولاياتالمتحدة تعتزم نشر قوات أكثر، وكذلك بريطانيا تعتزم القيام بخطوة مماثلة، ومن ناحيتنا نرى أن قوات الناتو الموجودة في المناطق الجنوبية من أفغانستان الآن كافية لإنجاز المهام المناطة بها". هذا وانتقد جنرال روسي قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، مؤكدة أن واشنطن سترحل موصومة بالخزي، والعار، من أفغانستان، والعراق. وقال مستشار وزير الدفاع الروسي "فلاديمير شامانوف": إن إرسال أكثر من 3 آلاف جندي أمريكي من لواء المظليين، إلى أفغانستان في الربيع المقبل، لن يؤدي إلى تعزيز الأمن أو هزيمة مقاتلي طالبان. وأشار إلى أن الأمريكيين درسوا - بالتفصيل - خبرة روسيا في أفغانستان، إلا أن التكتيكات التعبوية التي اتبعوها في أفغانستان كانت خاطئة، منذ البدء، ومازال الخطأ مستمرًا. وحول الوضع في أفغانستان قال "شامانوف": إن الأحوال الأمنية لم تتحسن منذ دخول القوات الأمريكية والمتحالفة معها، إلى أفغانستان في ديسمبر2001، بل زادت ترديًا، وأشار إلى غياب السيطرة الفعلية على شبكات الطرق، والمواصلات، وغياب موظفي الخدمة المدنية، والقطيعة بين السلطة وذوي النفوذ في المجتمعات المحلية. هذا وكان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتن" قد شن هجومًا لاذعًا ضد الولاياتالمتحدة، معتبرًا أن استخدامها "شبه المنفلت" للقوة في أنحاء العالم خطير، وتجاوز حدوده، وقضى على الشعور بالأمان في العالم.